ومع أن الجريمة حادث فردي، والقاتل محمد خليل حسنو، البالغ 27 سنة، سلم نفسه لقوى الأمن الداخلي، فنقلته إلى سجن تحقق معه فيه بمدينة طرابلس القريبة، خشية رد فعل الأهالي على طريقتهم، وفقا لما ألمت به "العربية.نت" من وسائل إعلام محلية، إلا أن البلدة التي ستدفن القتيل بعد ظهر الأربعاء، مستمرة منذ أمس في حالة غضب وغليان، حملت بعض المرجعيات على التدخل لتطويق ما قد يحدث من ردات فعل دموية، تحسب لها أيضا الجيش الذي أعلن في "تويتر" أنه بدأ بتسيير دوريات راجلة ومؤللة لإعادة الهدوء إلى المنطقة.
اتضح بعد مسح شامل لموقع الجريمة، قامت به قاضية التحقيق الأوّل في الشمال، سمرندا نصار، أن السوري أطلق في البداية رصاصتين من مسدس تركي الصنع عيار 9 مليمتر على طوق الذي كان على سلالم الفيلا التي يعمل فيها قاتله حارسا، ولما حاول الابتعاد عن المكان، عاجله بثلاث رصاصات، أصابته اثنتان منها، فانهار مصابا بالرصاصات الأربع من مسافة قصيرة في الكتف والخصر وتحت الإبط وفي الصدر، والأخيرة هي التي أردته قتيلا للحال، بحسب ما ورد بتقرير طبيب شرعي عاين جثة القتيل.إشكال بين الاثنين قبل الجريمة
ويبدو أن خلافا حدث بين الاثنين قبل استخدام السوري لمسدسه، فقد تم العثور على فأس صغيرة الحجم في مكان الجريمة، ليس معروفا بعد ما إذا كان الجاني استخدمها خلال إشكال سريع وقع بينه وبين المجني عليه، بدليل وصول الأخير إلى مكان الجريمة بسيارته التي ركنها قرب الفيلا من دون إطفاء محركها، كما أن شهود عيان أشاروا إلى أن حريقا صغيرا شب في الأرض التي يملكها القتيل قبل وقت قصير من وقوع الجريمة التي تحدث عنها رئيس بلدية بشرّي، فريدي كيروز، لقنوات تلفزيونية غطت خبر ما حدث، ولا تزال.
روى كيروز في معرض نفيه إحراق أي منزل في بشري لسوريين يقيمون فيها وبجوارها، إن القتيل "يملك أرضا زراعية قرب الفيلا، ووقع خلاف بينه وبين الشاب السوري، لكن الأمر غير المنطقي هو امتلاك السوري للسلاح"، لذلك طالب بضبط السلاح المنفلت، وأوضح أن عناصر من الشرطة وقيادة الجيش نزلوا فوراً على الأرض لمتابعة الأمور.
أما عن قتل سوريين في البلدة، فقال كيروز "إنها أخبار عارية عن الصحة (..) وإن بشري تحت القانون، ونحن بانتظار تبيان الحقيقة والتحقيقات لأخذ القرار المناسب على أساسها"، وهو ما حاولت "العربية.نت" التأكد منه، ولم تجد أي وسيلة إعلامية تشير إليه، إلا أنها أنباء منتشرة في مواقع التوصل. مع ذلك دعا كيروز "كل اللاجئين غير الشرعيين في بشري إلى المغادرة فورا" في توقع منه بأن انتقامات قد تطالهم من بعض الأهالي.