«ليلة حزينة» فى الدقهلية بعد مقتل الطفلة «ريماس»

«ليلة حزينة» فى الدقهلية بعد مقتل الطفلة «ريماس»
قررت نيابة دكرنس بمحافظة الدقهلية، أمس، حبس المتهم بخطف وقتل الطفلة ريماس محمد جلال عبدالرازق، 8 سنوات، وطلب تحريات المباحث حول الواقعة وملابساتها. وتضمن التقرير المبدئى للطبيب الشرعى مفاجأة عقب تشريح الجثة، حيث أكد أن الطفلة لم يتم اغتصابها، مؤكدا محاولة المتهم ذلك وفشله بعد مقاومة الطفلة له وصراخها، فقام بطعنها ثلاث طعنات أودت بحياتها.

قضت دكرنس ليلة حزينة بسبب الجريمة التى هزت المدينة، وأطلق عدد كبير من الأهالى هاشتاج «حق ريماس» و«عصفورة الجنة» و«الإعدام لقاتل ريماس»، وشيع المئات من الأهالى، فى ساعة مبكرة من صباح أمس، جثمان الطفلة بعد انتهاء إجراءات وتصاريح الدفن، وسادت حالة من الحزن والغضب بين أسرة «ريماس» ومواطنى المدينة بسبب بشاعة الجريمة. وتجمهر المئات من الأهالى أمام مستشفى دكرنس وأمام المشرحة حتى تم التصريح بالدفن بعد ساعات من الانتظار، وتم نقلها للمقابر فى سيارة إسعاف لأداء صلاة الجنازة عليها وتشييعها لمثواها الأخير.

وردد المشاركون فى الجنازة هتافات: «حسبى الله ونعم الوكيل»، «إلى جنة الخلد يا عصفورة الجنة»، وأطلقت بعض النساء الزغاريد أثناء تشييع الجثمان وسط حالة من البكاء الهستيرى، بينما سقطت والدتها مغشيا عليها وهى تجرى خلف النعش وتصرخ قائلة: «استنى يا بنتى استنى يا ريماس أنا جاية معاكى هعيش ليه بعدك»، ثم قالت «ليه كده ياريماس هتسبينى لمين يا حتة من قلبى أنا خلاص مت من بعدك، منه لله الظالم خطفك وقتلك ليه عملتيله إيه ده إنتى زى النسمة».

وانخرط والدها فى بكاء هستيرى، وحاول المعزون مواساته، لكن الجميع كان يبكى الطفلة البريئة، وقال الأب: «أنا عايز حق بنتى.. حرام عليه القاتل هى عملت له إيه ولا شاف فيها ايه وهى طفلة علشان يخطفها ويحاول يغتصبها ولما تقاومه يقتلها».

وعن الواقعة قال: «البنت خرجت كعادتها تشترى العيش من الفرن، وبعدين غابت، وبدأنا نسأل عليها واتصلنا بكل الناس ومحدش شافها وبدأنا نمشى فى الشوارع وروحنا عند الفرن وكل العيلة انتشرت تبحث عنها، وبعدين لقينا بنت صغيرة بتقول لجدها أنا شفت ريماس ماشية مع راجل ودخلت البيت ده». وتابع: «كلنا جرينا على البيت ومعانا الأهالى اللى كانت بتدور عليها ووجدنا البنت جثة والمتهم مرتبك، وصرخنا إنت عملت إيه وانشغلنا أنا وأمها وبقيت أسرتنا فى الطفلة نحاول إنقاذها.. لكن كانت جثة هامدة».

كان اللواء رأفت عبدالباعث، مدير أمن الدقهلية، تلقى إخطارًا من اللواء مصطفى كمال، مدير مباحث الدقهلية، بورود بلاغ لمأمور مركز شرطة دكرنس يفيد بالعثور على جثة طفلة عمرها 8 سنوات فى إحدى العمارات خلف منطقة الإسعاف بدكرنس، وتجمع الأهالى حول المنزل الذى عثروا فيه على الطفلة فى محاولة للفتك بالمتهم بقتلها.

انتقل مدير المباحث وعدد من ضباط البحث الجنائى والأمن المركزى إلى مكان الواقعة، وباقتحام منزل المتهم، تبين وجود جثة «ريماس».. والدها سائق «توك توك» وليس لديه أى خلافات مع أحد، وبمناظرة الجثة تبين وجود ثلاث طعنات بجسد الطفلة، وذلك أثناء وجودها بمنزل حداد، وبالقبض على المتهم تبين وجود دماء على ملابسه وعلى سكينة مطبخ بجوار الجثة.

تجمهر المئات من أهالى مدينة دكرنس حول المنزل فى محاولة للفتك بالمتهم، مطالبين بالقصاص منه، وحاولوا اقتحام المنزل، بينما فرضت قوات الأمن كردونا أمنيا، وأطلقت الغاز المسيل للدموع فى محاولة لتفريق المواطنين. وتمكنت الشرطة من تخليص المتهم والقبض عليه ونقله من خلال قوة من الأمن المركزى إلى مركز شرطة دكرنس، وتم وضع جثة الطفلة فى كيس ونقلها إلى مشرحة مستشفى دكرنس. كما ألقت الشرطة القبض على 10 من المواطنين المتجمهرين حول منزل المتهم وجار عرضهم على النيابة العامة للتحقيق. وأمرت النيابة بانتداب الطبيب الشرعى إلى مشرحة مستشفى دكرنس العام لتشريح جثة ريماس، وبيان أسباب الوفاة وما إذا كانت تعرضت للاغتصاب من عدمه، والإصابات الموجودة فى الجثة، وصرحت بالدفن بعد ذلك.

وعلى الصعيد نفسه، استمعت النيابة العامة لأقوال المتهم الذى اعترف بارتكاب الواقعة، وأنه شاهد الطفلة وهى تشترى الخبز فأخبرها أن والدتها تنتظرها فى منزلهم مع والدته وأنها أرسلته لإحضارها، وعندما اختلى بها فى منزله هددها بسكين وحاول اغتصابها لكنها حاولت الهروب منه والصراخ، فخاف من افتضاح أمره وقتلها.

وروى المتهم أن الطفلة ظلت تبكى وتصرخ وتنادى على أمها وهو يحاول الإمساك بها وخلع ملابسها وملابسه تحت تهديد السلاح الأبيض، ولكنها ظلت تصرخ فقام بطعنها حتى تصمت. وأرشد عن مكان «السكين» المستخدم فى الواقعة وملابسه وملابس الطفلة ومتعلقاتها التى أخفاها بشقته عقب الجريمة. كما استمعت النيابة العامة لشهود عيان من الأهالى الذين أكدوا أن الطفلة كانت تشترى الخبز لأسرتها، وبعدها شاهدوها بصحبة المتهم تسير فى الشارع، ثم اختفت.. ساعات قليلة وفوجئوا بأن أسرتها تبحث عنها فى كل مكان، وبدخول منزل المتهم عثروا على جثتها غارقة فى الدماء ووجدوا ملابس المتهم والسكين المستخدم قبل أن يخفيها المتهم.

واستمعت النيابة على سبيل الاستدلال لأقوال الطفلة التى أدلت بأوصاف المتهم، وأرشدت عن منزله ورؤيتها لـ«ريماس» وهى تصعد معه المنزل وأنها أخبرت جد الطفلة بذلك أثناء البحث عنها. وقررت النيابة حبس المتهم وطلب تحريات المباحث حول الواقعة وملابساتها.
إقرأ الخبر الكامل من المصدر