موسكو وواشنطن تحاولان تهدئة التوتر بينهما في لقاء جنيف

  • منذ أكثر من سنة
  • مصراوي
موسكو وواشنطن تحاولان تهدئة التوتر بينهما في لقاء جنيف
جنيف (أ ف ب)

تستضيف جنيف الأربعاء محادثات رفيعة المستوى بين الولايات المتحدة وروسيا تتمحور حول "الاستقرار الاستراتيجي"، في لقاء يأتي استكمالاً لقمة جمعت رئيسي البلدين الشهر الماضي ويهدف بالدرجة الأولى إلى تهدئة علاقتهما المتوتّرة.

انطلقت المباحثات صباحًا خلف أبواب موصدة وبعيدًا عن عدسات وسائل الإعلام. وترأس نائبة وزير الخارجيّة الأمريكي ويندي شيرمان الوفد الأمريكي، بينما يقود نائب وزير الخارجية سيرغي ريابكوف الوفد الروسي.

ونشرت البعثة الأمريكية لدى جنيف صورتين، يظهر في الأولى رئيسا الوفدين وهما يتبادلان التحية عبر المرفق وخلفها علم أمريكي وآخر روسي. ويجلسان في الصورة الثانية وجهًا لوجه بينما يضعان الكمامة.

خفّض الجانبان الأمريكي والروسي من سقف توقعاتهما المنتظرة من المحادثات والتي تتطرق بالدرجة الأولى إلى قضايا هامة ذات علاقة بالحدّ من التسلّح. ويضم الوفد الأمريكي بوني جينكينس التي تمّ أخيرًا تعيينها في منصب نائبة وزير الخارجيّة لشؤون الرقابة على الأسلحة.

وأوضحت وزارة الخارجية الأمريكية في بيان الجمعة "نسعى من خلال هذا الحوار إلى إرساء أسس لإجراءات مستقبلية للحدّ من التسلح وخفض المخاطر".

وقال ريابكوف الثلاثاء "علينا أن نفهم" إثر المحادثات مدى "جديّة زملائنا الأمريكيين في رغبتهم بإقامة حوار ذات مغزى وحيوي بشأن الاستقرار الاستراتيجي. لن أضع سقفاً للتوقعات أعلى مما ينبغي".

جرى التوافق على إطلاق الحوار حول "الاستقرار الاستراتيجي" خلال قمة جمعت في 16 يونيو الرئيسين الأمريكي جو بايدن والروسي فلاديمير بوتين في جنيف.

توتّرات

ويُعقد الاجتماع وسط توتّر على جبهات عدّة بين البلدين. وتوعّدت الولايات المتحدة موسكو باتّخاذ إجراءات إذا لم تضع حدّاً لموجة الهجمات الإلكترونيّة التي يُشنّ عدد كبير منها من الأراضي الروسيّة، بحسب ما تؤكّد السلطات الأمريكيّة.

ورغم أن موسكو تنفي أي مسؤولية لها عن الهجمات، رحّب بوتين بالجهود التي يبذلها بايدن لجعل العلاقات بين البلدين أكثر قابلية للتنبؤ بها.

إلا أن بايدن استبق المحادثات باتهامه الثلاثاء روسيا بالسعي مجدداً إلى عرقلة سير الانتخابات التشريعية المقرّرة في الولايات المتّحدة العام المقبل من خلال نشرها "معلومات مضلّلة" في بلاده.

وقال خلال زيارة لمكتب مدير الاستخبارات الوطنية قرب واشنطن "إنّه انتهاك صريح لسيادتنا".

وأضاف "لدى بوتين مشكلة حقيقية، فهو على رأس اقتصاد يمتلك أسلحة نووية وآبار نفط ولا شيء غير ذلك. هذا يجعله أكثر خطورة بالنسبة لي".

ولم تتأخر موسكو في الرد على تصريحات بايدن.

وقال المتحدّث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف للصحفيين خلال إيجاز صحفي إن التصريحات "خاطئة".

وأضاف "نرى هنا سوء فهم ومعرفة خاطئة عن روسيا المعاصرة"، موضحاً إن بلاده "قوة نووية لكنّها قوة نووية مسؤولة للغاية نعم لدينا قطاع نفط وغاز لكنّ القول إنه ليس لدى روسيا شيء آخر هو خطأ جوهري".

وشدد المسؤول الروسي على أنّه ليس لدى بلاده "أي نيّة للتدخّل في العمليات الانتخابية في بلدان أخرى".

ومن شأن تصريحات بايدن والرد الروسي عليها أن تخفّض من سقف التوقعات المنتظرة من الاجتماع الثنائي.

لكنّ الباحث في معهد موسكو للعلاقات الدولية أندريه باكليتسكي، قال مؤخراً لرابطة الصحافيين المعتمدين لدى الأمم المتحدة في جنيف، متحدّثاً بصفة شخصية، إنّ انبثاق مجموعات عمل عن المحادثات قد يشكل مؤشراً مثيراً للاهتمام حول مضمونها.

واعتبر أن من شأن ذلك أن يعكس أولويات الطرفين وكيف سارت المناقشات.

وخلال إعلانهما عن إطلاق الحوار حول "الاستقرار الاستراتيجي"، شدد بوتين وبايدن على أنه حتى في ذروة الحرب الباردة، كانت موسكو وواشنطن على اتصال تجنّباً للأسوأ.
إقرأ الخبر الكامل من المصدر