مليونير عصامي: «اتبع شغفك» ليست طريق النجاح بل أسوأ نصيحة مضللة من الأثرياء

مليونير عصامي: «اتبع شغفك» ليست طريق النجاح بل أسوأ نصيحة مضللة من الأثرياء
«اتبع شغفك»، هذا ما يقوله المليارديرات، لكن رجل الأعمال والمليونير العصامي سكوت جالاوي، يرى أن هذه العبارة تُطلق غالبًا ممن تجاوزوا بالفعل مخاوف المال والاستقرار، مضيفًا في فيديو من سلسلة «المسار» على منصة «لينكد إن»، أن «من يطلب منك اتباع شغفك، عادةً ما يكون غنيًا لدرجة لا تجعله يحتاج إلى التفكير في المال»، مشيرًا إلى أن العبارة التي تعد واحدة من أكثر النصائح رواجًا، والتي تتكرر على لسان الأثرياء، هي في الواقع من أسوأ ما يُقال للشباب الطموحين.

رحلة من الفشل الوظيفي إلى تأسيس الشركات الناجحة

«جالاوي»، الذي نشأ في لوس أنجلوس لأم وحيدة، لم يرَ الطفولة من نافذة الرفاهية، إذ لم يتجاوز دخل أسرته الأربعين ألف دولار سنويًا، وكان يعتقد أن شغفه بالرياضة سيقوده إلى النجاح المالي، لكنه أدرك سريعًا أن المسار الرياضي الاحترافي ليس متاحًا له، فتخرج في جامعة كاليفورنيا بلوس أنجلوس، وبدأ حياته المهنية كمحلل مالي في إحدى الشركات، لكنه اصطدم بواقع مختلف، حيث شعر أنه يفتقر للمهارات اللازمة للاستمرار في هذا الدور.

وبعد تجربة قصيرة وغير موفّقة في عالم الشركات الكبرى، قرر جالاوي تغيير المسار تمامًا والتوجه إلى عالم ريادة الأعمال، وفي عام 1992، شارك في تأسيس شركة التسويق «Prophet»، ثم نجح لاحقًا في بيعها مقابل 33 مليون دولار بعد عقد من تأسيسها، ولم يتوقف عند ذلك، بل أسس شركة أبحاث السوق «L2» عام 2010، والتي بيعت بعد سبع سنوات بأكثر من 130 مليون دولار.

النجاح لا يعني مطاردة الشغف الأعمى

وتُبرهن مسيرة جالاوي على أن النجاح لم يأتِ نتيجة الالتصاق العاطفي بمهنةٍ ما، وإنما من خلال الدمج الذكي بين ما يُجيده الإنسان وبين ما يملك قدرة السوق على مكافأته مقابله، ويقول: «بدلًا من السعي خلف الشغف، ابحث عن النقطة التي تلتقي فيها موهبتك مع الفرص المتاحة في السوق»، موضحًا أن إعادة التوجيه المهني في لحظات مفصلية، والاستعداد للمخاطرة، هما ما يصنعان الفارق.

ويحكي جالاوي، أن أولى تجاربه بعد الجامعة كانت محبطة، حيث تقدم لـ 29 وظيفة ولم يتلق سوى عرضٍ واحد فقط، لكنه يعتبر أن سر نجاحه الحقيقي كان في تعامله مع الرفض، بل وقدرته على تحمّله، فيقول: «إذا لم تُقابل بكلمة لا كثيرًا، فلن تصل أبدًا إلى نعم عظيمة»، مؤكدًا أن الفشل ليس نهاية، بل إشارة للبحث عن طريق مختلف.

مايكل ميباخ مشاركًا الرأي: لا تكتفِ بالشغف وحده

وتلقى وجهة نظر جالاوي دعمًا من قيادات أعمال بارزة مثل مايكل ميباخ، الرئيس التنفيذي لشركة «ماستركارد»، الذي اعتاد توجيه نصيحة مشابهة للمتدربين الشباب، وفي مقابلة له مع شبكة «cnbc» الأمريكية، قال ميباخ: «جميل أن تتبع شغفك، لكن الأهم أن تُدرك ما تجيده فعلًا»، موضحًا أن رحلته المهنية بدأت بشغفه بمساعدة الآخرين، لكنه سرعان ما اكتشف موهبته في القيادة، وهو ما قاده إلى مناصب مرموقة في مؤسسات كبرى.

ويشير ميباخ إلى أن النجاح المهني لا يُبنى على العاطفة وحدها، بل يتطلب وعيًا ذاتيًا عميقًا، ويتسائل: «ما الذي يُميزك؟ ما الذي يمكنك أن تتقنه؟»، قبل أن يُضيف: «حدد نقطة الالتقاء بين ما تحبه، وما هو مهم فعلاً، وما يمكنك أن تؤديه بكفاءة.. حينها فقط ستبدأ رحلتك الحقيقية».
إقرأ الخبر الكامل من المصدر