"الاستحمام الشامل".. المؤثرون يشجعونه إنّما للطب رأي آخر

  • منذ 6 ساعات
  • سي إن إن عربية
"الاستحمام الشامل".. المؤثرون يشجعونه إنّما للطب رأي آخر
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) --في مساء أحد ما، يبدأ جدول عملك الأسبوعي فعليًا: ها أنت تدهن فروة رأسك بالزيت، وتضع قناعًا طينيًا على وجهك، وتفرك ساقيك بفرشاة جافة، وتملأ أكبر زجاجة ماء مثلّج يمكنك تخيّلها. ماراثون العناية الذاتية هذا، وسط الطقس الرطب، قد يمتد لثلاث ساعات.. وله اسم ربما لم تسمع به من قبل: "الاستحمام الشامل" (Everything Shower).

يشمل هذا النوع من الاستحمام كل خطوة في روتين النظافة الشخصية: من الحلاقة، إلى التنظيف، وغسل الشعر، وغيرها. ويُعدّ مهمة مرهقة لا يمكن إنجازها إلا عندما يسمح الوقت بذلك.

غير أنه تحوّل على مواقع التواصل الاجتماعي، إلى عرض فاخر علني، إذ يشارك المؤثرون روتينًا مطولًا متعدد الخطوات، ويوصون أحيانًا باستخدام نحو 25 منتجًا في جلسة واحدة.

بعض مقاطع "الاستحمام الشامل" تُفصّل روتينًا قد يستغرق ساعات. تبدأ بخطوات تسبق الاستحمام مثل دهن الشعر بالزيت، وتدليك فروة الرأس، التفريش الجاف، وإزالة الشعر بالشفرة (dermaplaning)، ثم تأتي المرحلة الأساسية: استخدام أنواع متعددة من الغسولات، والمقشرات، والأقنعة، وأنواع صابون خاصة.

وبعد الاستحمام، تبدأ مرحلة أخرى من العناية تشمل علاج الشفاه، والمرطبات، وزيوت الجسم، والعطور.. ومنتجات لا حصر لها.

قد يرى المؤثرون أن "الاستحمام الشامل" طقس أسبوعي ضروري للعناية الذاتية، لكنّ خبراء الصحة، ودعاة الحفاظ على المياه، لا يشاركونهم الحماسة ذاتها. فهم يؤكدون أن أفضل أنواع الاستحمام يمكن أن تكون سريعة وبسيطة.

قد تشعر أن "الاستحمام الشامل" يمنحك نظافة أعمق من الاستحمام العادي، لكن من منظور النظافة الأساسية، فهو لا يضيف الكثير.

وأوضحت الدكتورة إلين لارسون، أستاذة علم الأوبئة والتمريض الفخرية في جامعة كولومبيا بمدينة نيويورك، إن رائحة الجسم، أو البشرة الدهنية، أو غيرها من الأمور التي نربطها بقلة النظافة، غالبًا ما تكون قضايا تجميلية أكثر من كونها مخاطر صحية فعلية، موضحة أنّ "الاستحمام يتعلق أساسًا بمنع تكاثر الجراثيم الضارة. ومعظم الأمريكيين يستحمون يوميًا، وبعضهم مرتين في اليوم، لكن ذلك لا يعني بالضرورة أنهم أصبحوا أكثر صحةبرأي لارسون أن معظم البالغين يمكنهم الاكتفاء بالاستحمام مرة كل يومين أو ثلاثة من دون أي ضرر صحي. وحتى من يقلقون من الروائح الكريهة لا يحتاجون إلى ترسانة من المنتجات وأدوات التنظيف.

من جهته، قال الدكتور جولز ليبوف، طبيب أمراض جلدية معتمد وأستاذ مساعد في جامعة تمبل بفيلادلفيا أن "منظف جسم لطيف وخالٍ من العطور، يُستخدم لفرك منطقة تحت الإبطين والمنطقة الحساسة، قد يكون كافيًا تمامًاوتابع ليبوف أنّ غسل الجسم بالماء والصابون لمدة تتراوح بين 5 إلى 10 دقائق فقط كافٍ لتنظيف الجسم بالكامل. أما باقي خطوات الاستحمام مثل استخدام الشامبو، البلسم، التقشير، أو الحلاقة، فهي غالبًا تتعلق بالمظهر والشعور الشخصي، لا بالنظافة الأساسية.

إن استخدام عشرات المنتجات أثناء الاستحمام غير ضروري، لا بل قد يكون مضرًا، بحسب الدكتورة أنجيلا لامب، الأستاذة المساعدة، ومديرة عيادة الأمراض الجلدية في مركز ماونت سيناي بنيويورك.

ولفتت لامب، وهي طبيبة جلدية معتمدة أيضًا، إلى أنّ "كل منتج جديد تضيفه يعتبر فرصة إضافية لملامسة الجلد وقد يتسبب برد فعل تحسسي أو تهيّج",

وأشارت لامب إلى أنّ المنتجات التي تحتوي على مكونات مقاومة لحب الشباب، أو معطّرات، تُعد من أكثر المسببات شيوعًا لالتهاب الجلد التماسي التحسّسي، كما يمكن أن تزيد من أعراض الإكزيما مثل الجفاف والاحمرار.

أما الإفراط في استخدام المنظفات أو الاستحمام المفرط، فيمكن أن يخل بتوازن الميكروبيوم الطبيعي للجلد، وفقًا للدكتورة إلين لارسون، التي شرحت أن الجلد، إسوة بالأمعاء، يحتوي على بكتيريا طبيعية نافعة تساعد على الحماية من الفطريات والجراثيم الضارة. وعندما يتم إزالة هذه "البكتيريا الجيدة"، يصبح الجلد أكثر عرضة للإصابة بالعدوى، وغالبًا ما تظهر هذه العدوى على صورة حبوب وبثور.

كما لفتت لامب إلى أن إزالة الشعر بالشفرة (dermaplaning) قد يزيد من خطر الإصابة بالعدوى، لأ،ه يُزيل الطبقة السطحية من الجلد، ما قد يُحدث جروحًا دقيقة تُسهّل دخول البكتيريا أو المهيجات، خصوصًا إذا تلاه استخدام منتجات متعددة أو معطّرة.

تقنية الـdermaplaning تعتمد على استخدام شفرة حادة لتمريرها على سطح الوجه، بهدف إزالة الشعر الناعم (الزغب) وطبقات الجلد الميت. وغالبًا ما تلجأ النساء إليها للحصول على بشرة أكثر إشراقًا وتجانسًا على المدى القصير. لكن الدكتورة لامب لفتت إلى أن مخاطر الاحمرار، التهيّج، وعودة الشعر بوضوح أكبر غالبًا ما تفوق الفوائد المؤقتة.

وأوضحت أن من يعانون من مناطق خشنة أو نتوءات صغيرة بسبب حالة تُعرف بـالتقرن الشعري (keratosis pilaris)، وهي حالة جلدية غير ضارة تصيب عادة الذراعين والساقين، قد يستفيدون من تقشير خفيف أثناء الاستحمام.

كما تنصح باللجوء إلى "الاستحمام الشامل" في المناسبات الخاصة فقط، عوض جعله عادة أسبوعية.

أعربت لامب عن ترحيب المهنيين في مجال الرعاية الصحية، باهتمام الشباب المتزايد بالعناية الذاتية. لكن من جهة أخرى، قد يكون من الصعب التمييز بين مقاطع الفيديو على وسائل التواصل الاجتماعي التي تقدم نصائح مدعومة بالعلم لصالح الجمهور، وتلك التي تهدف فقط إلى الترويج وبيع المنتجات.

بالنسبة للدكتورة جيل إي. يافورسكي، أستاذة المساعدة بعلم الاجتماع في جامعة نورث كارولينا بشارلوت:
النساء، يكنّ أكثر عرضة للضغط للحفاظ على معايير جمال ونظافة غير واقعية.

وحذّرت من خطر دمج وقت ترفيه واسترخاء النساء مع أنشطة تهدف بشكل رئيسي إلى تحسين مظهرهن.
إقرأ الخبر الكامل من المصدر