حريق هائل دمر مدينة وقضى على "الطاعون العظيم"!

  • منذ 6 ساعات
  • روسيا اليوم
حريق هائل دمر مدينة وقضى على "الطاعون العظيم"!
الحريق الذي عزاه البعض إلى "الفأل السيء" نتيجة اجتماع رقم 6 ثلاث مرات متتالية في ذلك العام، دمر ما نسبة 80 بالمئة من مباني المدينة، وشرد حولي 70000 شخص من بين مجموع كلي للسكان حينه في وسط المدينة يُقدر بـ 80000 نسمة.

في ذلك العام كان الصيف حارا جدا والأمطار قليلة وكانت المنازل الخشبية في لندن معرضة للتشقق والانهيار. الكارثة بدأت من مخبز صغير في في شارع "بودينغ لين".

صاحب المخبز يدعى توماس فارينر وكان يبيع الخبز الطازج ومعجنات لذيذة جدا اشتهرت إلى درجة أن توماس قام بتزويد القصر الملكي بالأطايب من الكعك والمعجنات الأخرى.

بعد انتهاء العمل يوم الأحد 2 سبتمبر ومغادرة العاملين، أطفأ صاحب المخبز الموقد ومضى إلى فراشه في الطابق الثاني. من شدة التعب والإرهاق لم يلاحظ أن شرارة صغيرة انطلقت من جمرة لم تنطفئ سقطت على الأرضية الخشبية الجافة قرب الموقد. اشتعلت النار وانتشرت بسرعة وزحفت على الجدران والتهمت كل شيء صادفها.

انتشرت الأدخنة، واشتم سكان الحي رائحة الحريق، وأدرك توماس ما يجري. أيقظ زوجته وأطفاله وبحث عن مخرج. كان الأوان قد فات للنزول إلى الطابق السفلي ومحاولة فعل أي شيء لمواجهة ألسنة النيران الشرهة وإنقاذ المبنى.

لم يكن أمام توماس وأفراد أسرته أي طريق للنجاة عدا الزحف عبر السطح للوصول إلى الجيران. كانت المباني في الحي متقاربة جدا ما ساعد في نجاتهم من جهة، وساهم في انتشار الحريق بسرعة من الجهة الأخرى.

نجا صاحب المخبز وزوجته وأطفاله، إلا النيران لاحقتهم وامتدت في مختلف الاتجاهات. التهمت في طريقها المنازل والمباني الخشبية وحولتها إلى أطلال ورماد.

بقي الحريق مستعرا أربعة أيام، وتم إخماده أخيرا يوم الأربعاء 5 سبتمبر بعد أن دمر مدينة لندن القديمة. معظم المباني السكنية والإدارات الحكومية احترقت بما في ذلك مقر البورصة وقاعة النقابات.

المثير للدهشة أن هذا الحريق العظيم لم يخلف إلا ستة وفيات مؤكدة، إلا أن العدد الحقيقي للضحايا كان على الأرجح أعلى. يُعتقد أن الحرارة الشديدة حولت العديد من جثث القتلى إلى رماد.

أما المفارقة المدهشة في هذا الحريق المدمر فتتمثل في أن النيران قضت أيضا على معظم الجرذان في المدينة ودمرت جحورها ما ساعد على القضاء تماما على الطاعون العظيم الذي انتشر في العام السابق 1665 واودى بحياة 100000 شخص من سكان لندن.

انتشرت النيران بسرعة كبيرة في حريق لندن العظيم نتيجة عدة عوامل منها أن معظم مباني المدينة في ذلك الوقت كانت خشبية ومتقاربة، كما أن رياحا شرقية هبت وأججت النيران ودفعت بها إلى مسافات بعيدة ما نتج عنه حرائق جديدة بعد الحريق الأصلي.

من الأسباب أيضا استهانة سلطات المدينة بالحريق والبطء في التحرك لمواجهته حتى أن عمدة لندن وقتها توماس بلودورث وصف الحريق قائلا إن "امرأة يمكن أن تطفئه".

بعد الحريق، أعيد بناء مدينة لندن من جديد بإشراف المهندس المعماري كريستوفر رين. وُضعت تصاميم جيدة تتوخى أساليب السلامة، وسنت قوانين جديدة وتم بناء المنازل من الطوب والحجارة بدلا من الاخشاب، ووُسعت الشوارع.

الحريق العظيم أسهم أيضا في تأسيس أول شركات تأمين ضد الحرائق في العالم، كما شكلت فرق إطفاء خاصة في عدد من الشركات لحماية ممتلكات العملاء ما فتح الطريق لظهور خدمة الإطفاء العامة.

شرارة انطلقت من جمرة أحرقت مدينة كاملة، إلا أن النيران قضت في نفس الوقت على خطر الطاعون بإبادتها للجرذان. وكما يقال "رُب ضارة نافعة" أعيد بناء المدينة المحترقة بأسلوب جديد يراعي السلامة والأمن.

المصدر: RT
إقرأ الخبر الكامل من المصدر