روّج له ترامب لعلاج أعراض التوحّد..هذا ما نعلمه عن دواء "لوكوفورين"

  • منذ 2 ساعات
  • سي إن إن عربية
روّج له ترامب لعلاج أعراض التوحّد..هذا ما نعلمه عن دواء "لوكوفورين"
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- قبل 6 أشهر، كان خوسيه موراليس-أورتيز، البالغ من العمر أربع سنوات، يعاني من عدم قدرته على نطق جملة مكونة من كلمتين بسبب إصابته بالتوحد.

لكن بحلول نهاية يونيو/ حزيران، كان من الواضح أن شيئًا ما قد تغير.

وقال كيث جويس، الوصي عليه، إن خوسيه أصبح قادرًا على إخباره عن الأطفال الآخرين في المدرسة والإجابة على أسئلته.

أوضح جويس، البالغ من العمر 60 عامًا من سانت بول بولاية مينيسوتا الأمريكية، والذي يربي خوسيه منذ أن كان رضيعًا: "في المرة الأولى التي أدركت فيها أنني أجريت محادثة معه، لم أتمالك نفسي وبكيتيعزو جويس هذه التطورات إلى دواء "leucovorin" (لوكوفورين)، وهو دواء معتمد حاليًا من قبل إدارة الغذاء والدواء الأمريكية لتخفيف الآثار الجانبية لبعض أنواع العلاج الكيميائي.

صرّح مفوض إدارة الغذاء والدواء، الدكتور مارتي مكاري، أن الإدارة ستسرّع من عملية تعديل توصيف استخدام دواء "leucovorin" (لوكوفورين) ليساعد الأطفال الذين يعانون من نقص حمض الفوليك في أدمغتهم، وهو أمر قال إنه قد يسبب تأخراً في النمو وسمات من التوحد، بما في ذلك صعوبات في التواصل، ومعالجة الحواس، والسلوكيات التكرارية.

بفضل هذا التغيير في التوصيف، ستتمكن برامج "Medicaid" الحكومية من تغطية تكاليفه، كما تعهدت الإدارة بإجراء المزيد من الأبحاث عليه كعلاج يمكن استخدامه في هذه الحالات.

وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد صرّح في مؤتمر صحفي: "هذا يمنح الأمل للعديد من الآباء والأمهات الذين لديهم أطفال يعانون من التوحّد، بأنه قد يكون من الممكن تحسين حياتهمخلال الإحاطة الإعلامية ذاتها، أدلى ترامب أيضًا بادعاءات غير مدعومة بالأدلة بشأن مسكن الألم "Tylenol" (تايلينول) كمسبب للتوحد، وحذّر الآباء من إعطاء أطفالهم عددًا كبيرًا من اللقاحات.

وقد أثارت تصريحات ترامب قلقًا وانتقادات واسعة من قبل العديد من الأشخاص في مجتمع التوحّد. مع ذلك، هناك اهتمام ببعض الجوانب المرتبطة باستخدام دواء قديم لغرض جديد.

صرحت مؤسسة علوم التوحد تعليقًا على إعلان إدارة الغذاء والدواء الأمريكية أن "هناك حاجة إلى مستوى أعلى بكثير من الأدلة العلمية لتحديد ما إذا كان leucovorin (لوكوفورين) علاجًا فعالًا وآمنًا للتوحدوأشارت المؤسسة إلى أنها لا توصي حاليًا باستخدام الدواء كعلاج للتوحّد استنادًا إلى الأدلة المتوفرة، لكنها أضافت: "نرحب بإجراء المزيد من الأبحاث حول leucovorin (لوكوفورين)تعتمد النظرية وراء استخدام دواء "leucovorin" (لوكوفورين) على أنه يعالج حالة تُعرف باسم نقص حمض الفوليك الدماغي، أي انخفاض مستويات حمض الفوليك في الدماغ.

يُعد حمض الفوليك أحد فيتامينات "ب" الحيوية لتطور الجهاز العصبي.

في عام 2005، اكتشف طبيب أعصاب أطفال في ألمانيا أن بعض الأطفال الذين يعانون من أعراض التوحّد كانت لديهم مستويات طبيعية من حمض الفوليك في الدم، لكن مستويات منخفضة في الدماغ. كما أن هؤلاء الأطفال كانوا ينتجون أجسامًا مضادة، وهي بروتينات متخصصة تقوم بحجب المستقبِلات التي تسمح لحمض الفوليك بالعبور إلى الدماغ.

في دراسة لاحقة، تبيّن أن 25 من أصل 28 طفلًا يعانون من نقص حمض الفوليك الدماغي كانوا يمتلكون هذه الأجسام المضادة، بينما لم يظهر أي من الأطفال الـ28 الطبيعيين هذه الأجسام المضادة. وقد نُشرت هذه الدراسة في مجلة نيو إنغلاند الطبية.

عمل الطبيب الألماني مع عالم خلايا في جامعة SUNY-Downstate يُدعى إدوارد كوادروس، الذي طوّر فحص دم يُعرف بـ FRAT (اختبار الأجسام المضادة لمستقبلات حمض الفوليك). وقد تم ترخيص هذا الاختبار لاحقًا لمختبر خاص، ويمكن للأطباء طلبه بتكلفة حوالي 300 دولار.

وكان الدكتور ريتشارد فراي، طبيب أعصاب أطفال يمارس الطب الخاص في ولاية أريزونا الأمريكية، مهتمًا بهذا البحث، حيث بدأ بإجراء الاختبار على الأطفال الذين يزورون عيادته.

قال فراي:"أظهرنا أن حوالي 75% من الأطفال المصابين بالتوحد لديهم هذه الأجسام المضادة لمستقبل حمض الفوليك ألفا، والتي تعيق قدرة حمض الفوليك على الوصول إلى الجهاز العصبي. وعالجناهم بدواء leucovorin، ولاحظنا تحسنًا في لغتهم وقدرتهم على التواصل اللفظيفي تجربة سريرية نُشرت عام 2013، وجد فراي أن ثلث عدد الأطفال الذين تلقوا العلاج أظهروا تحسنًا مقارنةً بمجموعة التحكم من الأطفال الذين كانوا على قائمة انتظار للعلاج، وكان التحسن ملحوظًا في التواصل، والكلام، والتعبير اللفظي، وفهم اللغة.

تمكن فراي من تكرار هذه النتائج في دراسة أخرى نُشرت بعد عدة سنوات، وقد تم تأكيد نتائجه في تجارب سريرية صغيرة في كل من فرنسا، والهند، وسنغافورة، والصين، وإيران.

مع ذلك، لا يزال فراي يتعامل بحذر مع هذه النتائج.

وقال الدكتور ديفيد مانديل، مدير مركز "Penn " للصحة العقلية في كلية بيرلمان للطب بجامعة بنسلفانيا الأمريكية إن أدق دراسة أُجريت حتى الآن، وكانت في الصين: "أظهرت تغيرًا بمقدار نقطة واحدة فقط في مقياس من 60 نقطة لصالح لوكوفورين، وهو تغيّر بسيط جدًا، لا يُعتبر ذا أهمية سريرية حقيقيةمع ذلك، يتفق مانديل على أن الدواء آمن إلى حد كبير. وتتمثل الآثار الجانبية الأكثر شيوعًا عند الأطفال في مشاكل الجهاز الهضمي مثل الغثيان، والقيء، والإسهال، وفقدان الشهية.

أما عن الأثر الأكثر خطورة، فقد أوضح مانديل أن الأطفال المصابين بالتوحّد والذين يتناولون أدوية معينة لعلاج نوبات الصرع، قد يشهدون زيادة في وتيرة النوبات عند تلقى دواء leucovorin. لذلك يجب أن يكون استخدام الدواء تحت إشراف طبي مباشر.

وأشار فراي أيضًا إلى أن leucovorin يمكن أن يزيد من فرط النشاط والمشكلات السلوكية.

في بيان صحفي نُشر يوم الإثنين، صرحت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية أنها أجرت مراجعتها العلمية الخاصة بشأن الأدلة المتعلقة باستخدام دواء leucovorin، ووجدت أنها كافية لتعديل تصنيف الدواء، ليشمل إمكانية استخدامه لمساعدة الأطفال الذين يعانون من انخفاض مستويات حمض الفوليك في الدماغ.

مع ذلك، لم تُنشر المراجعة العلمية التي أجرتها الإدارة حتى الآن.

وقال أندرو نيكسون، وهو مدير الاتصالات في وزارة الصحة والخدمات الإنسانية الأمريكية، في بيان لـ CNN: "ستقوم إدارة الغذاء والدواء بنشر مراجعتها للبيانات، وستصدر ورقة علمية في المستقبل القريب".
إقرأ الخبر الكامل من المصدر