- مقاطع فيديو نشرت على مواقع التواصل تظهر رجالا يسندون أعمدة خيام لِنازحين فلسطينيين تكاد تقتلعها الرياح العاتية
- رئيس المكتب الإعلامي الحكومي بغزة سلامة معروف، علق على المشاهد قائلا: هكذا يقضي سكان غزة لياليهم الشتوية وسط العواصف الماطرة والرياح العاتية
- الأونروا: مزيد من الأمطار، مزيد من المعاناة الإنسانية واليأس والموت
- متحدث باسم بلدية مدينة غزة: اشتداد المنخفضات الجوية يفاقم المخاطر على حياة السكان والنازحين في ظل تهالك آلاف الخيام
وسط عاصفة شتوية عنيفة تضرب قطاع غزة، اقتلعت الرياح خياما أقامها نازحون فلسطينيون من القماش والنايلون، وتمايلت أخرى تحت ضغط الأمطار الغزيرة والهواء، بينما حاول أصحابها تثبيت ما تبقى من مأوى هش بأيديهم العارية، بحثا عن حماية مؤقتة من البرد والمطر.
وتظهر مقاطع فيديو نشرها رئيس المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، سلامة معروف، رجالا يتعثرون في الوحل والمياه الراكدة وهم يسندون أعمدة خيام تكاد تقتلعها الرياح، في صورة تختزل هشاشة الحياة اليومية لآلاف الفلسطينيين الذين نجوا من حرب الإبادة الإسرائيلية، ليجدوا أنفسهم مجددا أمام طقس قاس دون أي وسائل حماية.
** برك موحلة
داخل الخيام، لا يبدو المشهد أقل قسوة، إذ تغمر مياه الأمطار الأرضيات، محولة المساحات الضيقة إلى برك موحلة، فيما تتكدس الأغطية والأمتعة القليلة على الأطراف في محاولة لإنقاذها من البلل.
وفي مشاهد أخرى نشرها معروف، تظهر خيام غارقة بالمياه وجدران من النايلون رقيقة لا تقي من برد الليل ولا من تسرب المطر.
وقال معروف، على حسابه بمنصة شركة "إكس" الأمريكية: "هكذا يقضي سكان غزة لياليهم الشتوية وسط العواصف الماطرة والرياح العاتية".
ويُظهر مشهد على شاطئ مدينة خان يونس، جنوبي القطاع غرق عدد من خيام النازحين خلال الليلة الماضية، بعدما جرفت الأمطار والرياح القوية أجزاء منها نحو البحر، فيما يحاول فلسطينيون البحث بين المياه والأوحال عن ما تبقى من أمتعتهم، في ظل ظروف جوية قاسية.
**مزيد من المعاناة
وفي تدوينة على منصة "إكس"، قالت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا": "مزيد من الأمطار، مزيد من المعاناة الإنسانية واليأس والموت".
وأضافت أن "الطقس الشتوي القاسي يفاقم أكثر من عامين من المعاناة، ففي غزة يكافح الناس للبقاء على قيد الحياة داخل خيام هشة غارقة بالمياه وبين الأنقاض".
وتابعت الوكالة: "لا شيء حتميا في هذا الواقع، إذ لا يسمح بإدخال المساعدات بالحجم المطلوب".
**كارثة متجددة
بدوره، قال حسني مهنا، المتحدث باسم بلدية غزة للأناضول، إن "البلدية تعمل في ظروف استثنائية بالغة الصعوبة، مع دمار واسع في البنية التحتية وانهيار شبه كامل في قدرتها التشغيلية، ما يحول كل منخفض جوي إلى حالة طوارئ إنسانية".
وأضاف مهنا أن "اشتداد المنخفضات الجوية يفاقم المخاطر على حياة السكان والنازحين، في ظل تهالك آلاف الخيام غير المهيأة لتحمل الرياح والأمطار، إلى جانب وجود مبانٍ سكنية آيلة للسقوط يقطنها نازحون لغياب البدائل".
وتابع أن "البلدية تعمل بإمكانات شبه معدومة، وتعتمد على آليات قديمة لا تتجاوز قدرتها التشغيلية 15 بالمئة مما كان متوفرا قبل الحرب، بعد تدمير 135 آلية ومركبة كليا أو جزئيا".
ومنذ بدء تأثير المنخفضات الجوية على غزة في ديسمبر الجاري، لقي 18 فلسطينيا بينهم 4 أطفال مصرعهم، فيما غرق نحو 90 بالمئة من مراكز إيواء النازحين الذين دمرت إسرائيل منازلهم، وفق بيان سابق الدفاع المدني بالقطاع.
كما أدت المنخفضات إلى تضرر أكثر من ربع مليون نازح، من أصل نحو 1.5 مليون يعيشون في خيام ومراكز إيواء بدائية لا توفر الحد الأدنى من الحماية، وفق معطيات سابقة للمكتب الإعلامي الحكومي بغزة.
أيضا انهار عدد من المباني السكنية المتضررة من قصف إسرائيلي سابق خلال أشهر الإبادة، بفعل الأمطار والرياح.
ويلجأ الفلسطينيون مضطرين إلى السكن في مبان متصدعة آيلة للسقوط نظرا لانعدام الخيارات وسط تدمير إسرائيل معظم المباني في القطاع، ومنعها إدخال بيوت متنقلة ومواد بناء وإعمار، متنصلة من التزاماتها التي نص عليها اتفاق وقف النار.
ورغم انتهاء الإبادة بدخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ في 10 أكتوبر 2025، فإن الأوضاع المعيشية لم تشهد تحسنا كبيرا، بسبب تنصل إسرائيل من الوفاء بالتزاماتها التي نص عليها الاتفاق بما فيها إدخال الكميات المتفق عليها من المواد الغذائية والإغاثية والطبية، والبيوت المتنقلة.
وفي 8 أكتوبر 2023، بدأت إسرائيل إبادة جماعية بغزة استمرت عامين، وخلفت نحو 71 ألف شهيد فلسطيني وما يزيد على 171 ألف جريح، ودمارا هائلا طال 90 بالمئة من البنى التحتية المدنية، بتكلفة إعمار قدرتها الأمم المتحدة بنحو 70 مليار دولار.
- رئيس المكتب الإعلامي الحكومي بغزة سلامة معروف، علق على المشاهد قائلا: هكذا يقضي سكان غزة لياليهم الشتوية وسط العواصف الماطرة والرياح العاتية
- الأونروا: مزيد من الأمطار، مزيد من المعاناة الإنسانية واليأس والموت
- متحدث باسم بلدية مدينة غزة: اشتداد المنخفضات الجوية يفاقم المخاطر على حياة السكان والنازحين في ظل تهالك آلاف الخيام
وسط عاصفة شتوية عنيفة تضرب قطاع غزة، اقتلعت الرياح خياما أقامها نازحون فلسطينيون من القماش والنايلون، وتمايلت أخرى تحت ضغط الأمطار الغزيرة والهواء، بينما حاول أصحابها تثبيت ما تبقى من مأوى هش بأيديهم العارية، بحثا عن حماية مؤقتة من البرد والمطر.
وتظهر مقاطع فيديو نشرها رئيس المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، سلامة معروف، رجالا يتعثرون في الوحل والمياه الراكدة وهم يسندون أعمدة خيام تكاد تقتلعها الرياح، في صورة تختزل هشاشة الحياة اليومية لآلاف الفلسطينيين الذين نجوا من حرب الإبادة الإسرائيلية، ليجدوا أنفسهم مجددا أمام طقس قاس دون أي وسائل حماية.
** برك موحلة
داخل الخيام، لا يبدو المشهد أقل قسوة، إذ تغمر مياه الأمطار الأرضيات، محولة المساحات الضيقة إلى برك موحلة، فيما تتكدس الأغطية والأمتعة القليلة على الأطراف في محاولة لإنقاذها من البلل.
وفي مشاهد أخرى نشرها معروف، تظهر خيام غارقة بالمياه وجدران من النايلون رقيقة لا تقي من برد الليل ولا من تسرب المطر.
وقال معروف، على حسابه بمنصة شركة "إكس" الأمريكية: "هكذا يقضي سكان غزة لياليهم الشتوية وسط العواصف الماطرة والرياح العاتية".
ويُظهر مشهد على شاطئ مدينة خان يونس، جنوبي القطاع غرق عدد من خيام النازحين خلال الليلة الماضية، بعدما جرفت الأمطار والرياح القوية أجزاء منها نحو البحر، فيما يحاول فلسطينيون البحث بين المياه والأوحال عن ما تبقى من أمتعتهم، في ظل ظروف جوية قاسية.
**مزيد من المعاناة
وفي تدوينة على منصة "إكس"، قالت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا": "مزيد من الأمطار، مزيد من المعاناة الإنسانية واليأس والموت".
وأضافت أن "الطقس الشتوي القاسي يفاقم أكثر من عامين من المعاناة، ففي غزة يكافح الناس للبقاء على قيد الحياة داخل خيام هشة غارقة بالمياه وبين الأنقاض".
وتابعت الوكالة: "لا شيء حتميا في هذا الواقع، إذ لا يسمح بإدخال المساعدات بالحجم المطلوب".
**كارثة متجددة
بدوره، قال حسني مهنا، المتحدث باسم بلدية غزة للأناضول، إن "البلدية تعمل في ظروف استثنائية بالغة الصعوبة، مع دمار واسع في البنية التحتية وانهيار شبه كامل في قدرتها التشغيلية، ما يحول كل منخفض جوي إلى حالة طوارئ إنسانية".
وأضاف مهنا أن "اشتداد المنخفضات الجوية يفاقم المخاطر على حياة السكان والنازحين، في ظل تهالك آلاف الخيام غير المهيأة لتحمل الرياح والأمطار، إلى جانب وجود مبانٍ سكنية آيلة للسقوط يقطنها نازحون لغياب البدائل".
وتابع أن "البلدية تعمل بإمكانات شبه معدومة، وتعتمد على آليات قديمة لا تتجاوز قدرتها التشغيلية 15 بالمئة مما كان متوفرا قبل الحرب، بعد تدمير 135 آلية ومركبة كليا أو جزئيا".
ومنذ بدء تأثير المنخفضات الجوية على غزة في ديسمبر الجاري، لقي 18 فلسطينيا بينهم 4 أطفال مصرعهم، فيما غرق نحو 90 بالمئة من مراكز إيواء النازحين الذين دمرت إسرائيل منازلهم، وفق بيان سابق الدفاع المدني بالقطاع.
كما أدت المنخفضات إلى تضرر أكثر من ربع مليون نازح، من أصل نحو 1.5 مليون يعيشون في خيام ومراكز إيواء بدائية لا توفر الحد الأدنى من الحماية، وفق معطيات سابقة للمكتب الإعلامي الحكومي بغزة.
أيضا انهار عدد من المباني السكنية المتضررة من قصف إسرائيلي سابق خلال أشهر الإبادة، بفعل الأمطار والرياح.
ويلجأ الفلسطينيون مضطرين إلى السكن في مبان متصدعة آيلة للسقوط نظرا لانعدام الخيارات وسط تدمير إسرائيل معظم المباني في القطاع، ومنعها إدخال بيوت متنقلة ومواد بناء وإعمار، متنصلة من التزاماتها التي نص عليها اتفاق وقف النار.
ورغم انتهاء الإبادة بدخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ في 10 أكتوبر 2025، فإن الأوضاع المعيشية لم تشهد تحسنا كبيرا، بسبب تنصل إسرائيل من الوفاء بالتزاماتها التي نص عليها الاتفاق بما فيها إدخال الكميات المتفق عليها من المواد الغذائية والإغاثية والطبية، والبيوت المتنقلة.
وفي 8 أكتوبر 2023، بدأت إسرائيل إبادة جماعية بغزة استمرت عامين، وخلفت نحو 71 ألف شهيد فلسطيني وما يزيد على 171 ألف جريح، ودمارا هائلا طال 90 بالمئة من البنى التحتية المدنية، بتكلفة إعمار قدرتها الأمم المتحدة بنحو 70 مليار دولار.







