«هدنة غير مُعلنة وحرب على الأبواب».. خبير يفجر مفاجأة عن «المواجهة العسكرية المرتقبة» بين إيران وإسرائيل

«هدنة غير مُعلنة وحرب على الأبواب».. خبير يفجر مفاجأة عن «المواجهة العسكرية المرتقبة» بين إيران وإسرائيل
في مشهد يعكس ارتباكًا استراتيجيًا أمريكيًا وإسرائيليًا على حد سواء، تصاعدت لهجة التهديدات ضد إيران بذريعة برنامجها النووي، حيث عاد الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، ليهدد طهران باستخدام القوة المسلحة ضدها إذا لم تتوقف عن تخصيب اليورانيوم، وفقًا لما نقلته «فوكس» نيوز الأمريكية.

أما إسرائيل، فترفع منسوب التهديد حتى «لو اقتضى الأمر أن تستكمل الحرب ضد إيران منفردة». وفي ظل هذا التصعيد، «تقرأ طهران الرسائل، وترد بسياسة النفس الطويل، مدعومة بدرع سياسي واقتصادي روسي صيني، قد يربك ميزان الردع»، بحسب ما قاله الدكتور إبراهيم شير، الكاتب والباحث السياسي لـ «المصري اليوم».

ترامب يصعب التنبؤ بتصرفاته

فيما يتعلق بمدى جدية التهديدات الأمريكية، قال «شير» إن الرئيس دونالد ترامب يُعد شخصية «مرتجلة» يصعب التنبؤ بتصرفاتها، موضحًا أن قراراته كثيرًا ما تأتي دون رؤية واضحة، مشيرًا إلى أنه «يطلق الرصاصة دون أن يعرف أحد أي هدف أصابت»، مستدلًا على ذلك بتصريحات ترامب السابقة حول رغبته في التفاهم مع إيران، قبل أن يتجه لقصفها خلال حرب الـ12 يومًا مع إسرائيل.

وأضاف أن تهديدات «ترامب» العسكرية لإيران، قد تأتي في إطار ورقة ضغط سياسية، الهدف منها دفع طهران إلى تقديم تنازلات أكبر على صعيد الملف النووي، أو تغيير مواقفها باتجاه أكثر مرونة نحو التفاوض، واصفًا ذلك بأنه نوع من «الابتزاز السياسي» المغلف «بلهجة عسكرية».

اقرأ أيضًا

ترامب يُغير رأيه 3 مرات قبل الإفطار.. «الجارديان»: لا تثقوا باستمرار وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل

الحرب لم تنتهي.. والهدنة غير معلنة

أكد المحلل السياسي، أن الحرب التي اندلعت فجر الجمعة 13 يونيو الماضي لم تنتهِ فعليًا، بل انتهت جولتها الأولى فقط، مشيرًا إلى أن المشهد الحالي يمثل «جولة الهدنة غير المعلنة».

وأوضح أن توقف الحرب المفاجئ دون تحقيق أهداف الولايات المتحدة وإسرائيل يبرهن على أن هذه الجولة كانت مجرد «صدمة تكتيكية» بين الطرفين.

وقال: «النظام الإيراني لم يتصدع، والبرنامج النووي الإيراني لم يتوقف، ولذلك فإن المواجهة القادمة بين إيران وإسرائيل ليست قريبة ولا بعيدة، لكنها قائمة على المدى المتوسط، حيث يعتقد صناع القرار في طهران وتل أبيب أن الحرب لم تُحسم بعد، وكل طرف أصبح يعرف أوراق قوة الآخر».

اقرأ أيضًا

«انكشاف الخدعة».. مسؤول إيراني كبير يؤكد استعداد واشنطن للحرب ضد طهران

تهديد بلا تأثير مباشر على مفاوضات أوروبا

وفيما يتعلق بتأثير التهديدات الأمريكية على المفاوضات الأوروبية المرتقبة مع إيران يوم الجمعة المقبلة، أشار «شير» إلى أن غياب واشنطن عن الاجتماع يعني عدم وجود تأثير مباشر لهذه التهديدات على مجريات التفاوض.

وعن طبيعة الاجتماع، وصفه الدكتور إبراهيم شير، بأنه مجرد «جس نبض» للطرف الإيراني، لقياس مدى استعداده لتقديم مرونة أو تنازلات في الملف النووي، أو ما إذا كان سيستمر في موقفه المتصلب.

وعن مدى استقلالية الموقف الأوروبي في المفاوضات مع إيران، اعتبر «شير» أن الدور الأوروبي قد يكون مجرد أداة سياسية في يد الإدارة الأمريكية لا أكثر، وهو ما ستثبته الأيام المقبلة.

الدرع الروسي الصيني

وأشار إلى أن إيران تعول على حلفائها في عدة مستويات، موضحًا أن طهران تضع ثقتها السياسية في روسيا أكثر من الصين، لكنها لا تعتمد على موسكو عسكريًا بشكل كامل نتيجة تجارب سابقة.

أما بالنسبة للصين، فلفت «شير» إلى أن إيران قد تعتمد عليها في الدفاعات الجوية، لا سيما بعد اختبارها في الحرب بين الهند وباكستان، إلى جانب التعاون في إعادة تأهيل المفاعلات النووية مع كل من الصين وروسيا.

وفي الشق الاقتصادي، قال شير إن إيران تنتظر من بكين وموسكو موقفًا داعمًا في حال عودة العقوبات الغربية وتفعيل آلية العودة السريعة «سناب باك».

استراتيجية نووية وإعلامية ذكية من طهران

واختتم، الدكتور إبراهيم شير، تصريحاته لـ «المصري اليوم»، بالتأكيد على أن إيران تتبع استراتيجية «ذكية» في التعامل مع الأضرار التي لحقت ببرنامجها النووي خلال الحرب (استراتيجية تشويش العدو)، موضحًا أن المعلومات حول مدى الضرر لا يعلمها سوى الإيرانيين، في حين تم إعماء الأمريكيين والأوروبيين والإسرائيليين تمامًا عن التفاصيل الحقيقية.

واعتبر أن وقف التعاون مع وكالة الطاقة الذرية لعب دورًا كبيرًا في تعزيز الغموض، كما أن التصريحات المتضاربة الصادرة عن المسؤولين الإيرانيين هي جزء من حرب إعلامية مدروسة تهدف إلى كسب الوقت والمزيد من الأوراق في مفاوضات ما بعد الحرب، فضلًا عن إتاحة فرصة لإيران لترميم ما خسرته في برنامجها النووي.
إقرأ الخبر الكامل من المصدر