كيف نتعامل مع تأثير الصدمات النفسية على الأطفال.. علامات لا يجب إغفالها

كيف نتعامل مع تأثير الصدمات النفسية على الأطفال.. علامات لا يجب إغفالها
حين يواجه الطفل موقفًا صعبًا أو تجربة مؤلمة، فإن استجابته النفسية تختلف كثيرًا بحسب شخصيته، والبيئة التي يعيش فيها، ومدى الدعم الذي يتلقاه من الكبار من حوله. قد تمر بعض الأحداث دون أثر طويل، بينما تترك أحداث أخرى ندوبًا نفسية تحتاج إلى رعاية خاصة. هنا تظهر أهمية وعي الأهل والمعلمين بضرورة مراقبة حالة الطفل بعد المواقف المؤلمة، وعدم الاكتفاء بالطمأنة السريعة.
قال تقرير نشر فى موقع تشايلد مايند إن الأطفال لا ينسون بسهولة، لكنهم قادرون على التعافي إذا توفرت لهم الرعاية المناسبة. المفتاح في تجاوز الأثر النفسي لأي حدث مؤلم هو المراقبة الواعية من الأهل، وتقديم المساندة دون تأخير. فما يبدو بسيطًا الآن، قد يصبح عقدة لاحقًا إن لم يُعالج في الوقت المناسب.

أسباب تجعل بعض الأطفال أكثر هشاشة بعد الصدمة

ليست كل الصدمات سواء، كما أن الأطفال لا يتشابهون في طرق تأقلمهم. قد يتأثر طفل أكثر من غيره إذا كان الحدث الذي مرّ به مفاجئًا أو شديد القسوة، أو إذا تلقى المعلومة بطريقة مزعجة أو غير متوقعة. الأطفال الذين يفقدون صديقًا مقرّبًا، أو يشهدون حوادث عن قرب، هم من بين الأكثر عرضة لتطور أعراض نفسية لاحقة، خصوصًا إذا لم يُمنحوا وقتًا كافيًا لفهم ما حدث والتعبير عنه.
علامات تحذيرية: متى يقلقنا سلوك الطفل؟

في معظم الأحيان، تبدأ الأعراض النفسية بعد مرور فترة قصيرة على الحدث، وقد تتطور مع الوقت. فيما يلي أبرز العلامات التي تستدعي الانتباه:
بقاء مشاعر الحزن أو الانعزال لفترة تتجاوز بضعة أسابيع
تكرار الأسئلة أو الأحاديث حول الموت والخسارة
القلق المفرط بشأن سلامته أو سلامة من يحب
صعوبة في النوم أو كوابيس متكررة
تغيرات في الشهية أو المزاج أو مستوى التركيز
مقاومة شديدة للذهاب إلى المدرسة أو لقاء أشخاص معيّنين
إذا استمرت هذه الأعراض، أو بدأت تؤثر على الحياة اليومية للطفل، فهذا يشير إلى حاجته لمساعدة نفسية متخصصة.
ردود الفعل ليست واحدة للجميع
قد يتفاعل بعض الأطفال مباشرة بعد الموقف، بينما يظهر آخرون علامات التأثر في وقت لاحق. وفي كثير من الأحيان، يتصرف الطفل بطريقة مختلفة تمامًا عن التوقعات؛ فقد يبدو صامتًا بينما هو يعاني داخليًا، أو يُظهر سلوكًا غاضبًا نتيجة اضطرابه النفسي.
كما أن الفروق بين الذكور والإناث تلعب دورًا. فالبعض من الأولاد قد يميل إلى التصرف بعنف أو انفعال، بينما تميل الفتيات غالبًا إلى كتمان مشاعرهن، مما يجعل ملاحظتها أكثر صعوبة.
المواقف المكررة تؤثر بالسلب
الأحداث المرتبطة بالذكرى السنوية لحدث أليم، أو حتى تذكير عابر مثل الاحتفال بعيد ميلاد شخص متوفى، قد تؤدي إلى عودة المشاعر المؤلمة بشكل مفاجئ. هذه الاستجابات ليست غريبة، بل طبيعية في كثير من الحالات، لكنها تصبح مقلقة إذا ترافق معها اضطراب في النوم أو سلوك انعزالي.
تجنب المدرسة... علامة
إذا كان الحادث الذي أثّر في الطفل مرتبطًا بالمدرسة، كفقدان أحد الزملاء، فقد يبدأ الطفل في تجنب الذهاب إليها. هذا التجنب قد يبدو في البداية مؤقتًا، لكنه قد يتصاعد ليصبح رفضًا قاطعًا، يصعب تجاوزه دون دعم نفسي. تجاهل هذا النوع من السلوك قد يؤدي إلى تفاقم المشكلة، ويزيد من مشاعر القلق والعزلة.
خطوات ونصائح للمساعدة
أهم ما يمكن تقديمه للطفل في هذه المواقف هو التواصل المستمر، والإصغاء دون ضغط، وتوفير مساحة آمنة للتعبير. لكن عندما لا تكفي هذه الوسائل، من الضروري طلب دعم من أخصائي نفسي مؤهل، يمكنه مساعدة الطفل على فهم مشاعره، واستعادة توازنه.
إقرأ الخبر الكامل من المصدر