قالت الدكتورة عطيات سيد دسوقي، الباحث بمعهد بحوث تكنولوجيا الأغذية، إن منتجات الألبان المتخمرة جزءً لا يتجزأ من أنظمتنا الغذائية، ولا تقتصر أهميتها على توفير العناصر الغذائية الأساسية فحسب، بل تمتد لتشمل فوائدها الكبيرة في تحسين صحة الجهاز الهضمي.
أضافت يعود هذا الأثر الإيجابي بشكل أساسي إلى وجود البكتيريا النافعة، المعروفة باسم البروبيوتيك، في هذه المنتجات.
وأوضحت الدور الحيوي للبكتيريا النافعة في الألبان المتخمرة وتأثيرها على تكوين ووظائف ميكروبيوم الأمعاء، بالإضافة إلى مساهماتها المحتملة في الوقاية من أمراض الجهاز الهضمي وعلاجها، وذلك بالاعتماد على الأدلة العلمية المتاحة.
وفى التقرير التالى نتعرف على التفاصيل:
ميكروبيوم الأمعاء وأهميته
ميكروبيوم الأمعاء هو نظام بيئي معقد يضم تريليونات من الكائنات الحية الدقيقة، مثل البكتيريا والفيروسات والفطريات، ويقدر عدد أنواعها بما يتراوح بين 1000 و1150 نوعًا.
يلعب هذا الميكروبيوم دورًا حاسمًا في العديد من العمليات الحيوية، مثل هضم الطعام، وتركيب الفيتامينات (مثل فيتامين K وبعض فيتامينات B)، وتحفيز الجهاز المناعي، وحماية الجسم من مسببات الأمراض.
أي خلل في تكوين هذا الميكروبيوم، والذي يعرف بـ "اختلال التوازن" (Dysbiosis)، يمكن أن يؤدي إلى مشكلات صحية واسعة، بما في ذلك أمراض الجهاز الهضمي المزمنة مثل مرض التهاب الأمعاء (IBD) ومتلازمة القولون العصبي (IBS).
البكتيريا النافعة في الألبان المتخمرة
تعتبر منتجات الألبان المتخمرة، مثل الزبادي والكفير، مصادر غنية بالبكتيريا النافعة، و ضاف هذه البكتيريا، التي غالبًا ما تكون من سلالات Lactobacillus وBifidobacterium، إلى الحليب لبدء عملية التخمير.
خلال هذه العملية، تقوم البكتيريا بتحويل سكر الحليب (اللاكتوز) إلى حمض اللاكتيك، مما يمنح المنتج خصائصه الحمضية المميزة، ويحسن من هضمه، ويزيد من فترة صلاحيته عن طريق تثبيط نمو الكائنات الدقيقة الضارة.
تنتج هذه البكتيريا أيضًا مركبات نشطة بيولوجيًا، مثل الأحماض الدهنية قصيرة السلسلة (SCFAs)، وبعض الفيتامينات (مثل فيتامين B12 والفولات)، والإنزيمات، والمواد المضادة للميكروبات، التي لها أدوار مهمة في صحة الأمعاء والصحة العامة.
آليات عمل البكتيريا النافعة وتأثيرها على صحة الجهاز الهضمي
تمارس البكتيريا النافعة تأثيرات إيجابية متعددة على صحةالجهاز الهضمي من خلال عدة آليات:
تعديل تكوين ميكروبيوم الأمعاء: تزيد البروبيوتيك من التنوع البيولوجي في الأمعاء، مما يعزز صحة الميكروبيوم. كما أنها تساعد في استعمار الأمعاء بسلالات بكتيرية مفيدة وتثبط نمو البكتيريا الضارة.
تعزيز وظيفة جدار الأمعاء: تقوي البكتيريا النافعة الروابط بين خلايا الأمعاء، مما يقلل من نفاذية الأمعاء. هذا الحاجز المعوي السليم يمنع مرور السموم ومسببات الأمراض إلى مجرى الدم، ويقلل من الالتهاب.
تعزيز الاستجابة المناعية: تتفاعل البروبيوتيك مع الخلايا المناعية في الأمعاء، مما يعزز إنتاج المركبات المضادة للالتهاب ويساهم في تقليل الالتهاب المزمن المرتبط ببعض أمراض الجهاز الهضمي.
إنتاج مستقلبات مفيدة: تنتج البكتيريا النافعة أحماض دهنية قصيرة السلسلة (SCFAs) مثل البيوتيرات، التي تعد مصدرًا رئيسيًا للطاقة لخلايا القولون وتلعب أدوارًا مهمة في الحفاظ على صحة الأمعاء.
النتائج وتخفيف الأعراض الهضمية
تظهر الأبحاث أن استهلاك الألبان المتخمرة يمكن أن يخفف من بعض الأعراض الهضمية الشائعة. فقد وُجد أنها فعالة في تقليل تكرار الإسهال، خاصة الإسهال المرتبط باستخدام المضادات الحيوية، كما يمكن أن تساعد في تحسين أعراض الإمساك والانتفاخ.
مع ذلك، تشير الأبحاث إلى أن الأدلة الحالية على فعاليتها الكاملة في علاج أمراض هضمية محددة مثل التهاب القولون التقرحي ومتلازمة القولون العصبي لا تزال غير كافية، وتتطلب المزيد من الدراسات السريرية الدقيقة.
الخلاصة
تقدم البكتيريا النافعة في الألبان المتخمرة نهجًا غذائيًا واعدًا لدعم صحة الجهاز الهضمي. فمن خلال آليات متعددة تشمل تعديل ميكروبيوم الأمعاء، وتعزيز حاجز الأمعاء، وزيادة الاستجابات المناعية، تساهم هذه المنتجات في الحفاظ على التوازن الهضمي.
على الرغم من أن الأبحاث قد أثبتت فعاليتها في استقرار ميكروبيوم الأمعاء لدى كبار السن وتقليل تكرار الإسهال، إلا أن هناك حاجة ملحة لمزيد من الدراسات لتحديد الجرعات والسلالات البكتيرية الأكثر فعالية.
يشجع على دمج منتجات الألبان المتخمرة كجزء من نظام غذائي متوازن لتعزيز الصحة العامة للجهاز الهضمي.
أضافت يعود هذا الأثر الإيجابي بشكل أساسي إلى وجود البكتيريا النافعة، المعروفة باسم البروبيوتيك، في هذه المنتجات.
وأوضحت الدور الحيوي للبكتيريا النافعة في الألبان المتخمرة وتأثيرها على تكوين ووظائف ميكروبيوم الأمعاء، بالإضافة إلى مساهماتها المحتملة في الوقاية من أمراض الجهاز الهضمي وعلاجها، وذلك بالاعتماد على الأدلة العلمية المتاحة.
وفى التقرير التالى نتعرف على التفاصيل:
ميكروبيوم الأمعاء وأهميته
ميكروبيوم الأمعاء هو نظام بيئي معقد يضم تريليونات من الكائنات الحية الدقيقة، مثل البكتيريا والفيروسات والفطريات، ويقدر عدد أنواعها بما يتراوح بين 1000 و1150 نوعًا.
يلعب هذا الميكروبيوم دورًا حاسمًا في العديد من العمليات الحيوية، مثل هضم الطعام، وتركيب الفيتامينات (مثل فيتامين K وبعض فيتامينات B)، وتحفيز الجهاز المناعي، وحماية الجسم من مسببات الأمراض.
أي خلل في تكوين هذا الميكروبيوم، والذي يعرف بـ "اختلال التوازن" (Dysbiosis)، يمكن أن يؤدي إلى مشكلات صحية واسعة، بما في ذلك أمراض الجهاز الهضمي المزمنة مثل مرض التهاب الأمعاء (IBD) ومتلازمة القولون العصبي (IBS).
البكتيريا النافعة في الألبان المتخمرة
تعتبر منتجات الألبان المتخمرة، مثل الزبادي والكفير، مصادر غنية بالبكتيريا النافعة، و ضاف هذه البكتيريا، التي غالبًا ما تكون من سلالات Lactobacillus وBifidobacterium، إلى الحليب لبدء عملية التخمير.
خلال هذه العملية، تقوم البكتيريا بتحويل سكر الحليب (اللاكتوز) إلى حمض اللاكتيك، مما يمنح المنتج خصائصه الحمضية المميزة، ويحسن من هضمه، ويزيد من فترة صلاحيته عن طريق تثبيط نمو الكائنات الدقيقة الضارة.
تنتج هذه البكتيريا أيضًا مركبات نشطة بيولوجيًا، مثل الأحماض الدهنية قصيرة السلسلة (SCFAs)، وبعض الفيتامينات (مثل فيتامين B12 والفولات)، والإنزيمات، والمواد المضادة للميكروبات، التي لها أدوار مهمة في صحة الأمعاء والصحة العامة.
آليات عمل البكتيريا النافعة وتأثيرها على صحة الجهاز الهضمي
تمارس البكتيريا النافعة تأثيرات إيجابية متعددة على صحةالجهاز الهضمي من خلال عدة آليات:
تعديل تكوين ميكروبيوم الأمعاء: تزيد البروبيوتيك من التنوع البيولوجي في الأمعاء، مما يعزز صحة الميكروبيوم. كما أنها تساعد في استعمار الأمعاء بسلالات بكتيرية مفيدة وتثبط نمو البكتيريا الضارة.
تعزيز وظيفة جدار الأمعاء: تقوي البكتيريا النافعة الروابط بين خلايا الأمعاء، مما يقلل من نفاذية الأمعاء. هذا الحاجز المعوي السليم يمنع مرور السموم ومسببات الأمراض إلى مجرى الدم، ويقلل من الالتهاب.
تعزيز الاستجابة المناعية: تتفاعل البروبيوتيك مع الخلايا المناعية في الأمعاء، مما يعزز إنتاج المركبات المضادة للالتهاب ويساهم في تقليل الالتهاب المزمن المرتبط ببعض أمراض الجهاز الهضمي.
إنتاج مستقلبات مفيدة: تنتج البكتيريا النافعة أحماض دهنية قصيرة السلسلة (SCFAs) مثل البيوتيرات، التي تعد مصدرًا رئيسيًا للطاقة لخلايا القولون وتلعب أدوارًا مهمة في الحفاظ على صحة الأمعاء.
النتائج وتخفيف الأعراض الهضمية
تظهر الأبحاث أن استهلاك الألبان المتخمرة يمكن أن يخفف من بعض الأعراض الهضمية الشائعة. فقد وُجد أنها فعالة في تقليل تكرار الإسهال، خاصة الإسهال المرتبط باستخدام المضادات الحيوية، كما يمكن أن تساعد في تحسين أعراض الإمساك والانتفاخ.
مع ذلك، تشير الأبحاث إلى أن الأدلة الحالية على فعاليتها الكاملة في علاج أمراض هضمية محددة مثل التهاب القولون التقرحي ومتلازمة القولون العصبي لا تزال غير كافية، وتتطلب المزيد من الدراسات السريرية الدقيقة.
الخلاصة
تقدم البكتيريا النافعة في الألبان المتخمرة نهجًا غذائيًا واعدًا لدعم صحة الجهاز الهضمي. فمن خلال آليات متعددة تشمل تعديل ميكروبيوم الأمعاء، وتعزيز حاجز الأمعاء، وزيادة الاستجابات المناعية، تساهم هذه المنتجات في الحفاظ على التوازن الهضمي.
على الرغم من أن الأبحاث قد أثبتت فعاليتها في استقرار ميكروبيوم الأمعاء لدى كبار السن وتقليل تكرار الإسهال، إلا أن هناك حاجة ملحة لمزيد من الدراسات لتحديد الجرعات والسلالات البكتيرية الأكثر فعالية.
يشجع على دمج منتجات الألبان المتخمرة كجزء من نظام غذائي متوازن لتعزيز الصحة العامة للجهاز الهضمي.