«تهدد حياة الملايين».. عباس شراقي: سد النهضة «قنبلة نووية» مائية على وشك الانفجار

«تهدد حياة الملايين».. عباس شراقي: سد النهضة «قنبلة نووية» مائية على وشك الانفجار
في فيديو أثار الكثير من الجدل لمنصة ذات مصر على اليوتيوب، أطلق الدكتور عباس شراقي، أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية بجامعة القاهرة، تحذيرات صارخة حول سد النهضة وأضراره المحتملة التي قد تمتد لتشمل مصر والسودان، واصفًا إياه بـ"القنبلة النووية المائية" التي قد تنفجر في أية لحظة، إن لم يتم التعامل معها بحكمة ومسؤولية.

أكد «شراقي» أن الفيضانات التي ضربت السودان مؤخراً، خاصة في شهري سبتمبر وأكتوبر 2025، ليست فيضانات طبيعية بل هي نتيجة مباشرة لقرارات أحادية الجانب اتخذتها إثيوبيا بإدارة سد النهضة. وأضاف أن إثيوبيا فتحت بوابات السد مفاجئًة ومن دون تنسيق مسبق مع مصر أو السودان، مما تسبب في إطلاق كميات هائلة من المياه إلى نهر النيل الأزرق بدفع هائل لا تقوى سدود السودان على تحمله، وهو ما أدى إلى كارثة إنسانية تشهدها البلاد اليوم.

وكشف شراقي أن عدد التوربينات التي أعلنت إثيوبيا عن تركيبها لم تصل إلى التشغيل الكامل، ما يزيد من حدة المخاطر البيئية والمائية. وشرح أن إثيوبيا ظلت منذ سنوات ترفض الدخول في اتفاقيات ملزمة تنظم ملء وتشغيل السد، رغم مرور أكثر من 14 سنة على المفاوضات التي لم ينتج عنها اتفاق سوى منازعات وتصعيد مستمر.

وأشار «شراقي» إلى أن تمويل سد النهضة جاء بالكامل من منابع قضائية محلية، إذ لجأت الحكومة الإثيوبية إلى جمع الأموال عبر تبرعات شعبية وسندات محلية، موضحًا أن ملف التمويل يخضع لأجندة سياسية داخلية لتوحيد الشعب خلف مشروع وطني رغم محدودية ما يربحه المواطن البسيط من فوائد فعلية.

كما أكد شراقي أن السد لا يفي بوعوده في توفير الكهرباء للدرجة التي يحتاجها 130 مليون إثيوبي، بل يركز بشكل أكبر على تصدير الكهرباء للدول المجاورة، مما يزيد الأعباء على المنطقة ويعقد الملف المائي والسياسي أكثر.

وبيّن «شراقي» أن الفيضانات الأخيرة لم تكن مفاجئة بالنسبة لمصر، التي تتابع الوضع بدقة عبر لجان مختصة تعمل على احتواء الأضرار، لكنها تبقى قلقة جدًا من تكرار سيناريوهات مماثلة قد تكون كارثية إن استمرت إثيوبيا في قراراتها الأحادية بدون تعاون أو إشراك للدول المتضررة.

وأوضح أن الوضع الفني للسد يعاني من مشاكل كبيرة، حيث أن التوربينات التي تم تركيبها قليلة وغير كاملة التشغيل، مما أدى إلى تراكم مياه الأمطار في البحيرة التي لم تستطع التوربينات تفريغها، الأمر الذي اضطر إثيوبيا لفتح بوابات السد بشكل مفاجئ وعشوائي.

في النهاية، أطلق «شراقي» نداءً عاجلاً للمجتمع الدولي بضرورة التدخل، ووضع قواعد واضحة تحكم سد النهضة وتمنع إثيوبيا من الاستمرار في اتخاذ قرارات منفردة دون مراعاة مصالح دول المصب، محذرًا من أن عدم وجود تنسيق قد يؤدي إلى كارثة إنسانية واسعة النطاق.
إقرأ الخبر الكامل من المصدر