فيه سم قاتل.. حكومة البرازيل تحذر من شرب الكحول بعد مئات حالات التسمم

فيه سم قاتل.. حكومة البرازيل تحذر من شرب الكحول بعد مئات حالات التسمم
أثار إعلان حكومة البرازيل تحذيرًا رسميًا من شرب المشروبات الكحولية حالة من الذعر فى أرجاء البلاد، بعد تسجيل مئات حالات التسمم بالميثانول الناتج عن مشروبات كحولية مغشوشة، وأدى التحذير إلى انخفاض استهلاك الكحول بنسبة تجاوزت 50% فى الحانات والمطاعم بولاية ساو باولو خلال عطلة نهاية الأسبوع، وفقا لصحيفة انفوباى الأرجنتينية.
وأكدت وزارة الصحة البرازيلية تسجيل 225 حالة يشتبه فى إصابتها بالتسمم، من بينها 192 فى ولاية ساو باولو وحدها، بينما تم تأكيد وفاتين رسميًا و13 حالة أخرى قيد التحقيق، وقال وزير الصحة ألكسندر باديليا فى تصريحات لشبكة سى أن إن برازيليا: حتى تتضح الصورة بالكامل بشأن مدى انتشار الكحول المغشوش، ننصح المواطنين بالامتناع تمامًا عن شرب المشروبات الكحولية، خاصة إذا لم يكونوا واثقين من مصدرها أو جودتها.
وأكد اتحاد الفنادق والمطاعم والحانات فى ولاية ساو باولو (Fhoresp) أن الأزمة تسببت فى انهيار مبيعات المشروبات الروحية مثل الفودكا والويسكى والجن بنسبة وصلت إلى 70% فى بعض الأماكن، مشيرة إلى أن الخسائر الاقتصادية تجاوزت 30% خلال أسبوع واحد فقط.
يقول فالديـرى دا سيلفا، مالك أحد الحانات الشهيرة فى حى إيتايم بيبى بساو باولو: الزبائن اختفوا تقريبًا، لم نبع سوى القليل من البيرة، أما المشروبات القوية فاختفت من الطاولات، والناس خائفة، والقطاع كله مشلول.
وفى محاولة لاحتواء الأزمة، أعلن الوزير باديليا أن الحكومة وزعت كميات طارئة من الإيثانول الطبى (الدواء المضاد لتسمم الميثانول) على الولايات المتضررة، كما وفرت 12 ألف عبوة إضافية من العلاج و2500 وحدة من دواء فومبيزول المستخدم فى حالات التسمم الحاد.
من جانبها، كثفت حكومة ولاية ساو باولو حملات التفتيش على محال بيع المشروبات والحانات، وتمت مصادرة أكثر من 7,000 زجاجة يُشتبه فى احتوائها على ميثانول منذ 29 سبتمبر، إضافة إلى إغلاق 11 منشأة مؤقتًا للتحقيق فى مصدر المنتجات.
وقال تارسيسيو دى فريتاس، حاكم الولاية، إنه أصدر أوامر بإلغاء تراخيص أى مؤسسة يثبت تورطها فى بيع مشروبات مغشوشة، مؤكدًا أن "الجهات الرقابية ستتخذ إجراءات صارمة لحماية حياة الناس".
وأوضح إينيو ميرندا، مدير التخطيط فى اتحاد الحانات والمطاعم، أن القطاع بأكمله فى حالة طوارئ، مضيفًا:نحن أيضًا ضحايا. أصحاب الحانات والمستهلكون جميعًا وقعوا ضحية للتزوير. المسؤولية تقع على الحكومة لتعقب الشبكات الإجرامية التى تنتج وتوزع هذا السم".
وشهدت عدة ولايات برازيلية خلال الأسابيع الأخيرة تفشى حالات التسمم بالميثانول، وهى مادة كيميائية سامة تُستخدم عادة فى الصناعات، لكنها قد تؤدى إلى العمى أو الوفاة عند خلطها بالمشروبات الكحولية.
وتقول وزارة الصحة أن التحقيقات الأولية تشير إلى أن مصدر التلوث شبكات تهريب محلية تخلط الميثانول بالإيثانول لتقليل التكلفة، وتعيد تعبئة الزجاجات بعلامات تجارية مزيفة.
ورغم تحذيرات الحكومة، ما زال الذعر يخيم على الأجواء فى ساو باولو، إذ بدت الحانات شبه خالية، فيما تحوّل كثير من الزبائن إلى شرب العصائر والمشروبات الغازية. ويخشى العاملون فى القطاع أن تمتد الأزمة لأسابيع أخرى، ما قد يُلحق خسائر ضخمة بعشرات الآلاف من العاملين فى صناعة الضيافة.
إقرأ الخبر الكامل من المصدر