ويعد هذا التفجير الثاني من نوعه داخل مكان عبادة منذ وصول السلطة الانتقالية إلى الحكم قبل عام، بعد تفجير انتحاري داخل كنيسة في دمشق في حزيران/يونيو أسفر عن مقتل 25 شخصا، تبنّته في حينه كذلك مجموعة "سرايا أنصار السنة" المتطرفة.
وأفادت وكالة الأنباء السورية الرسمية "سانا" عن "انفجار داخل مسجد الإمام علي بن أبي طالب في حي وادي الذهب" في حمص، ثالث كبرى مدن سوريا.
وأسفر التفجر عن مقتل ثمانية أشخاص وإصابة 18 آخرين بجروح.
وقال أسامة إبراهيم (47 عاما) الذي كان يعالج في مستشفى كرم اللوز في حمص بعد إصابته بشظايا في رأسه وظهره، لوكالة فرانس برس "كنت في صلاة الجمعة، ولم أسمع إلا دوي انفجار قوي مع ضغط عال".
وأضاف الموظف الذي لفّ رأسه بضمادات "باتت الدنيا وكأنها حمراء أمامي.. وقعت على الأرض، ثم رأيت الدماء تسيل من رأسي.. لم أستوعب حينها ماذا حصل".
وأشار الى أنه شقّ طريقه نحو باب المسجد وسط بقع من الدماء، على وقع صراخ مصلين وأنين بعضهم الاخر، قبل أن ينقله شبان الى المستشفى.
وقالت وزارة الداخلية إن التفجير "الإرهابي" وقع أثناء أداء الصلاة، مشيرة الى أن "الجهات المختصة باشرت التحقيق وجمع الأدلة لملاحقة مرتكبي هذا العمل الإجرامي".
وتبنّت "سرايا أنصار السنة" الهجوم.
وأوردت المجموعة على تطبيق تلغرام "فجّر مجاهدو سرايا أنصار السنة، بالتعاون مع مجاهدين من جماعة أخرى، عددا من العبوات داخل +معبد+ علي بن أبي طالب التابع للنصيرية".
وأوضحت المجموعة التي تأسست بعيد إطاحة حكم بشار الأسد أواخر عام 2024، أن "هجماتنا سوف تستمر في تزايد، وتطال جميع الكفار والمرتدين".
وكانت وكالة سانا نقلت عن مصدر أمني أن "التحقيقات الأولية تفيد بأن الانفجار.. ناجم عن عبوات ناسفة مزروعة داخل المسجد".
وأظهرت اللقطات من المكان فجوة في الجزء السفلي من جدار في زاوية المسجد. وقد كسا الدخان الأسود جزءا من الجدار وتبعثرت قطع من السجاد وكتب قربه بينما تحطم زجاج النوافذ.
وطوّقت قوات الأمن محيط المسجد، بينما كان عناصر داخله يقفون خلف شريط أحمر زنّر الزاوية حيث وقع التفجير، وفق مصور ما شاهد فرانس برس."شظايا من حولي"
وقال غدي معروف (38 سنة)، وهو بائع كتب متجول أصيب في قدمه، لفرانس برس بينما كان ممددا في المستشفى إن الانفجار وقع "قبيل صعود إمام المسجد الى المنبر لأداء الخطبة"، مضيفا "كان انفجارا ضخما ورأيت الشظايا تتطاير من حولي".
وأدانت الخارجية السورية في بيان "العمل الإجرامي الجبان"، معتبرة أنه "يأتي في سياق المحاولات اليائسة المتكررة لزعزعة الامن والاستقرار وبث الفوضى بين أبناء الشعب السوري".
وجددت "موقفها الثابت في مكافحة الإرهاب بكل أشكاله وصوره"، مشددة على أن "مثل هذه الجرائم لن تثني الدولة السورية عن مواصلة جهودها في ترسيخ الأمن وحماية المواطنين ومحاسبة المتورطين".
ونددت عواصم عدة بالتفجير، بينها الرياض وبيروت وعمان.
ويفاقم الاعتداء مخاوف الأقليات في سوريا، بعد أعمال عنف متفرقة طالتها خلال الاشهر الماضية.
وتضمّ مدينة حمص ذات الغالبية السنية والتي شهدت معارك شرسة خلال الأعوام الأولى للنزاع السوري الذي اندلع في 2011، أحياء ذات غالبية علوية.
وشهدت قرية في ريفها الشهر الماضي توترا ومواجهات طائفية، بعد جريمة قتل راح ضحيتها زوجين واتهمت عشيرتهما علويين بارتكابها، قبل أن تعلن الداخلية أن دوافعها جنائية.
وتظاهر الآلاف من العلويين إثر الجريمة في مدينة اللاذقية الساحلية ومناطق أخرى ذات غالبية علوية في سوريا، تنديدا بالاعتداءات التي استهدفت هذه الأقلية في حمص وغيرها من المناطق.
ومنذ الإطاحة بحكم بشار الأسد، يتعرض أبناء الطائفة العلوية التي يتحدر منها لهجمات متكررة.
وشهد الساحل السوري في آذار/مارس اعمال عنف اندلعت على خلفية طائفية وأسفرت عن مقتل 1700 شخص غالبيتهم الساحقة من العلويين، وفق المرصد السوري لحقوق الانسان.
وأعلنت لجنة تحقيق كلّفتها السلطات، في تموز/يوليو أنها حدّدت هوية 298 شخصا يُشتبه بتورطهم في أعمال العنف، موثقة بالأسماء مقتل 1426 علويا، إضافة إلى 238 من عناصر الأمن والجيش.إفراج عن موقوفين
وسبق أعمال العنف وتلاها حملة اعتقالات كبرى نفذتها السلطات في مناطق ذات غالبية علوية، بتهمة ارتباطهم بالحكم السابق.
وأورد التلفزيون السوري الرسمي الجمعة الإفراج عن دفعة أولى ضمّت سبعين موقوفا في مدينة اللاذقية (غرب) "بعد ثبوت عدم تورطهم في جرائم حرب"، على ان تليها دفعات أخرى.
وطالت أعمال عنف على خلفية طائفية في تموز/يوليو الأقلية الدرزية في معقلها في محافظة السويداء جنوبا، وأسفرت عن مقتل أكثر من ألفي شخص بينهم 789 مدنيا درزيا "أعدموا ميدانيا برصاص عناصر من وزارتي الدفاع والداخلية"، وفق المرصد السوري.
وقتل 25 شخصا في حزيران/يونيو داخل كنيسة مار الياس في حي الدويلعة في دمشق، جراء هجوم نفذه انتحاري أثناء الصلاة.
ونسبت دمشق حينها الهجوم الذي تبنّته مجموعة سنية متطرفة غير معروفة، إلى تنظيم الدولة الإسلامية.
وتكرر السلطات في سوريا حرصها على التعايش وحماية جميع المكونات.
وشدد الرئيس أحمد الشرع في الذكرى الأولى للإطاحة بحكم الاسد، على أهمية توحيد جهود السوريين لبناء "سوريا قوية" وتحقيق مستقبل "يليق بتضحيات شعبها".
وبعد عام في السلطة، ورغم اتخاذه خطوات عدة لترسيخ حكمه، يواجه الشرع تحديا رئيسيا في الحفاظ على وحدة البلاد وبسط الأمن على كامل ترابها.
وأفادت وكالة الأنباء السورية الرسمية "سانا" عن "انفجار داخل مسجد الإمام علي بن أبي طالب في حي وادي الذهب" في حمص، ثالث كبرى مدن سوريا.
وأسفر التفجر عن مقتل ثمانية أشخاص وإصابة 18 آخرين بجروح.
وقال أسامة إبراهيم (47 عاما) الذي كان يعالج في مستشفى كرم اللوز في حمص بعد إصابته بشظايا في رأسه وظهره، لوكالة فرانس برس "كنت في صلاة الجمعة، ولم أسمع إلا دوي انفجار قوي مع ضغط عال".
وأضاف الموظف الذي لفّ رأسه بضمادات "باتت الدنيا وكأنها حمراء أمامي.. وقعت على الأرض، ثم رأيت الدماء تسيل من رأسي.. لم أستوعب حينها ماذا حصل".
وأشار الى أنه شقّ طريقه نحو باب المسجد وسط بقع من الدماء، على وقع صراخ مصلين وأنين بعضهم الاخر، قبل أن ينقله شبان الى المستشفى.
وقالت وزارة الداخلية إن التفجير "الإرهابي" وقع أثناء أداء الصلاة، مشيرة الى أن "الجهات المختصة باشرت التحقيق وجمع الأدلة لملاحقة مرتكبي هذا العمل الإجرامي".
وتبنّت "سرايا أنصار السنة" الهجوم.
وأوردت المجموعة على تطبيق تلغرام "فجّر مجاهدو سرايا أنصار السنة، بالتعاون مع مجاهدين من جماعة أخرى، عددا من العبوات داخل +معبد+ علي بن أبي طالب التابع للنصيرية".
وأوضحت المجموعة التي تأسست بعيد إطاحة حكم بشار الأسد أواخر عام 2024، أن "هجماتنا سوف تستمر في تزايد، وتطال جميع الكفار والمرتدين".
وكانت وكالة سانا نقلت عن مصدر أمني أن "التحقيقات الأولية تفيد بأن الانفجار.. ناجم عن عبوات ناسفة مزروعة داخل المسجد".
وأظهرت اللقطات من المكان فجوة في الجزء السفلي من جدار في زاوية المسجد. وقد كسا الدخان الأسود جزءا من الجدار وتبعثرت قطع من السجاد وكتب قربه بينما تحطم زجاج النوافذ.
وطوّقت قوات الأمن محيط المسجد، بينما كان عناصر داخله يقفون خلف شريط أحمر زنّر الزاوية حيث وقع التفجير، وفق مصور ما شاهد فرانس برس."شظايا من حولي"
وقال غدي معروف (38 سنة)، وهو بائع كتب متجول أصيب في قدمه، لفرانس برس بينما كان ممددا في المستشفى إن الانفجار وقع "قبيل صعود إمام المسجد الى المنبر لأداء الخطبة"، مضيفا "كان انفجارا ضخما ورأيت الشظايا تتطاير من حولي".
وأدانت الخارجية السورية في بيان "العمل الإجرامي الجبان"، معتبرة أنه "يأتي في سياق المحاولات اليائسة المتكررة لزعزعة الامن والاستقرار وبث الفوضى بين أبناء الشعب السوري".
وجددت "موقفها الثابت في مكافحة الإرهاب بكل أشكاله وصوره"، مشددة على أن "مثل هذه الجرائم لن تثني الدولة السورية عن مواصلة جهودها في ترسيخ الأمن وحماية المواطنين ومحاسبة المتورطين".
ونددت عواصم عدة بالتفجير، بينها الرياض وبيروت وعمان.
ويفاقم الاعتداء مخاوف الأقليات في سوريا، بعد أعمال عنف متفرقة طالتها خلال الاشهر الماضية.
وتضمّ مدينة حمص ذات الغالبية السنية والتي شهدت معارك شرسة خلال الأعوام الأولى للنزاع السوري الذي اندلع في 2011، أحياء ذات غالبية علوية.
وشهدت قرية في ريفها الشهر الماضي توترا ومواجهات طائفية، بعد جريمة قتل راح ضحيتها زوجين واتهمت عشيرتهما علويين بارتكابها، قبل أن تعلن الداخلية أن دوافعها جنائية.
وتظاهر الآلاف من العلويين إثر الجريمة في مدينة اللاذقية الساحلية ومناطق أخرى ذات غالبية علوية في سوريا، تنديدا بالاعتداءات التي استهدفت هذه الأقلية في حمص وغيرها من المناطق.
ومنذ الإطاحة بحكم بشار الأسد، يتعرض أبناء الطائفة العلوية التي يتحدر منها لهجمات متكررة.
وشهد الساحل السوري في آذار/مارس اعمال عنف اندلعت على خلفية طائفية وأسفرت عن مقتل 1700 شخص غالبيتهم الساحقة من العلويين، وفق المرصد السوري لحقوق الانسان.
وأعلنت لجنة تحقيق كلّفتها السلطات، في تموز/يوليو أنها حدّدت هوية 298 شخصا يُشتبه بتورطهم في أعمال العنف، موثقة بالأسماء مقتل 1426 علويا، إضافة إلى 238 من عناصر الأمن والجيش.إفراج عن موقوفين
وسبق أعمال العنف وتلاها حملة اعتقالات كبرى نفذتها السلطات في مناطق ذات غالبية علوية، بتهمة ارتباطهم بالحكم السابق.
وأورد التلفزيون السوري الرسمي الجمعة الإفراج عن دفعة أولى ضمّت سبعين موقوفا في مدينة اللاذقية (غرب) "بعد ثبوت عدم تورطهم في جرائم حرب"، على ان تليها دفعات أخرى.
وطالت أعمال عنف على خلفية طائفية في تموز/يوليو الأقلية الدرزية في معقلها في محافظة السويداء جنوبا، وأسفرت عن مقتل أكثر من ألفي شخص بينهم 789 مدنيا درزيا "أعدموا ميدانيا برصاص عناصر من وزارتي الدفاع والداخلية"، وفق المرصد السوري.
وقتل 25 شخصا في حزيران/يونيو داخل كنيسة مار الياس في حي الدويلعة في دمشق، جراء هجوم نفذه انتحاري أثناء الصلاة.
ونسبت دمشق حينها الهجوم الذي تبنّته مجموعة سنية متطرفة غير معروفة، إلى تنظيم الدولة الإسلامية.
وتكرر السلطات في سوريا حرصها على التعايش وحماية جميع المكونات.
وشدد الرئيس أحمد الشرع في الذكرى الأولى للإطاحة بحكم الاسد، على أهمية توحيد جهود السوريين لبناء "سوريا قوية" وتحقيق مستقبل "يليق بتضحيات شعبها".
وبعد عام في السلطة، ورغم اتخاذه خطوات عدة لترسيخ حكمه، يواجه الشرع تحديا رئيسيا في الحفاظ على وحدة البلاد وبسط الأمن على كامل ترابها.









