• الشاعر: أنتظر بشاحنتى منذ شهر للدخول إلى القطاع .. والإسرائيليون لا يريدون وصول المساعدات «إلا بالقطارة»
• كمال: لا أضمن تفريغ حمولتى.. والمساعدات قد تفسد بسبب فترات الانتظار ودرجة الحرارة
• الهلال الأحمر المصرى يكشف عن عراقيل دخول المساعدات: الرفض يتم لأسباب غير واضحة وبدون معايير ثابتة
• زايد: المنع عشوائى ويمثل تعنتًا واضحًا لتجويع الشعب الفلسطينى
• رئيس مدينة رفح لـ«الشروق»: توفير سيارات إسعاف ونقطة طبية بالقرب من مواقع انتظار الشاحنات لخدمة السائق
فى مشهد مهيب يجسد حجم المعاناة، يرابط عدد من سائقى شاحنات المساعدات بالقرب من معبر رفح البرى بشمال سيناء، على بُعد 200 متر من بوابة الدخول الفرعية، فى انتظار إشارة المرور نحو معبر كرم أبو سالم. يحمل هؤلاء السائقون على عاتقهم الأمل فى إغاثة أشقائهم فى غزة، لكن التعنت الإسرائيلى يقف عائقًا أمامهم.
المساعدات التى يحملونها تأتى من جهات متعددة، مثل الهلال الأحمر المصرى، والتحالف الوطنى للعمل الأهلى التنموى، بالإضافة إلى مساعدات من بعض الدول العربية، ومنظمات الأمم المتحدة.
مع تفاقم الأزمة الإنسانية فى قطاع غزة، بات معبر رفح الشريان الوحيد لوصول المساعدات، وسط جهود مصرية مكثفة لتسهيل عبورها، ومع ذلك، تبقى الإجراءات الإسرائيلية هى العقبة الأكبر، فالمساعدات، بعد وصولها إلى معبر رفح، تخضع لإجراءات تفتيش إسرائيلية معقدة وغير منطقية أحيانًا.
«الشروق» التقت بعدد من هؤلاء السائقين للاستماع إلى قصصهم والتحديات التى يواجهونها من أجل توصيل شحناتهم إلى الفلسطينيين المجوعين فى القطاع.
رجب كمال، سائق من محافظة المنوفية، ينتظر دوره منذ 10 أيام، وقد بدا عليه الإرهاق الشديد، ويؤكد غضبه من تكرار رفض إدخال المساعدات من معبر كرم أبو سالم من قِبَل سلطات الاحتلال الإسرائيلى.
«لا أضمن تفريغ حمولتى»، يقول كمال: «أسمع من زملائى أن المساعدات ترفض فى أغلب الأحيان بدون سبب حقيقى». هذا الرفض يضطرهم للعودة والانتظار مجددا، وهو ما يؤكد فى نظره أن عرقلة دخول المساعدات ليست سوى إصرار من الجانب الإسرائيلى على تجويع الفلسطينيين.
ويضيف كمال: «المشكلة ليست فى قلة المساعدات، فالعريش مكتظة بالشاحنات، المشكلة فى من يمنعها من الدخول، عندما يرفضون تفريغ شاحنة، لا يخبروننا بالسبب، وتبقى المساعدات فى الشاحنة لعدة أيام، معرضة للشمس والحرارة، مما قد يفسدها تمامًا».
ويتابع كمال: «عندما وصلنا العريش، كنا نعتقد أننا سنفرغ حمولتنا فى غضون 48 ساعة على الأكثر لكن الواقع كان مختلفًا، فمشهد انتظار مئات الشاحنات بات أمرا اعتياديا. ويعتقد كمال أن هذه الكميات الهائلة من المساعدات، لو دخلت فعليا، لأنهت مأساة المجاعة فى غزة، مختتما حديثه قائلاً: «يبدو أن الجانب الإسرائيلى هو المسئول عن عدم دخول المساعدات، ويريدها أن تدخل بالقطارة».
يروى سائقون أنهم يضطرون للانتظار فى منطقة «الساحة الترابية» بالقرب من المعبر، والتى أصبحت بمثابة محطة انتظار مؤقتة لمئات الشاحنات، هذه الساحة، التى كانت مجرد مساحة ترابية، تحولت بفضل جهود الهلال الأحمر المصرى ومجلس مدينة رفح إلى مكان يوفر بعض الخدمات الأساسية للسائقين.
وتنتشر بين السائقين روايات عن شاحنات تحمل مواد غذائية وأدوية، تعود بعد أيام من الانتظار، بسبب رفضها من الجانب الإسرائيلى بدعوى «اشتباه أمنى». لكن هذه الأسباب غالبًا ما تكون غير معلنة بشكل واضح، أو تكون مجرد ذريعة لتعطيل دخول المساعدات. هذا التعطيل يؤدى إلى تلف المواد الغذائية القابلة للفساد، وانتهاء صلاحية الأدوية، مما يضاعف من معاناة سكان غزة، ويهدر جهودًا إنسانية كبيرة.
ويقول محمد الشاعر، سائق من محافظة الغربية، إنه ينتظر منذ أكثر من شهر، معربًا عن اشتياقه لأبنائه ومنزله. الشاعر، الذى يعمل فى هذا المجال منذ بداية حرب السابع من أكتوبر، أشار إلى أنه كان فى الأشهر الأولى يدخل مباشرة من معبر رفح، لكن الآن تغير الوضع وأصبحت الصعوبات كبيرة.
ويضيف الشاعر: «نريد أن نفرح أهلنا فى غزة، لكن إسرائيل تمنع الكثير من المساعدات، موضحا أن الساحات المخصصة لتفريغ المساعدات فى معبر كرم أبو سالم امتلأت بالفعل بالمساعدات القديمة التى لم تُسلَّم للفلسطينيين، ما يجعلها تفسد وتتلف بمرور الوقت.
«يمنعون التفريغ دون سبب واضح»، يضيف الشاعر، أحيانًا ننتظر عند معبر كرم أبو سالم ويخبروننا بأنه لا يوجد دخول.
ويلخص السائقون شعورهم بالفخر لمشاركتهم فى هذه المهمة الإنسانية، لكن فرحتهم لن تكتمل إلا بوقف الحرب فى غزة. كما يقول السائق محمد الشاعر: «فرحتنا مش هتكمل إلا بوقف الحرب... نحن فخورون بأننا نحمل المساعدات ولكن هذا واجبنا، أما وقف معاناة أهل غزة فهو أملنا وفرحتنا الكبرى».
ومن جانبه قال رئيس مجلس إدارة الهلال الأحمر المصرى بشمال سيناء، خالد زايد، أن رفض دخول المساعدات من الجانب الإسرائيلى يتم لأسباب غير واضحة وبدون معايير ثابتة، وهو أمر لاحظه جميع المسئولين المصريين والدوليين الذين زاروا المعبر.
ويستشهد زايد فى حديثه لـ«الشروق»، بحالات عودة شاحنات محملة بالمساعدات دون أن تتمكن من التفريغ فى كرم أبو سالم.
وأشار إلى أن المدير التنفيذى للهلال الأحمر المصرى، أمال إمام، كشفت أمام وسائل الإعلام الدولية عن المساعدات التى تُرفض، وغالبيتها مواد طبية مثل أسرّة المستشفيات والأدوية، مؤكدا أن المنع غير مبرر، وضرب مثالًا بشاحنة رُفض تفريغها فى يوم، ثم سُمِح لها بالتفريغ فى يوم آخر، مما يدل على أن المنع عشوائى ويمثل تعنتًا واضحًا لتجويع الشعب الفلسطينى.
وعن فترة الانتظار السائقين، قال زايد: «هنا فى الساحة الترابية سائقون ربما من أغلب المحافظات ويوجد مسجد ويتم إعداد الطعام والشراب لهم، بجانب توفير أماكن للراحة، ويستطيعون التواصل مع أسرهم بالتليفون للتخفيف طوال فترة غيابهم عنهم، إلا أن معاناة الانتظار تنتهى بالتمكن من تفريغ المساعدات ليعاود السائقون نفس الدورة بشحنة جديدة».
من جانبه، قال رئيس مجلس مركز ومدينة رفح، صالح أبو هولى، إن المجلس يقوم بتخصيص سيارات صهاريج مياه لخدمة شاحنات المساعدات قرب معبر رفح البرى، كما يتم توفير عمال خدمات النظافة لرفع أى مخالفات نتيجة انتظار الشاحنات.
وأشار أبو هولى فى تصريحات لـ«الشروق»، إلى وجود سيارات إسعاف فى رفح الجديدة ونقطة طيبة تضم جميع الخدمات ليست بعيدة عن مواقع انتظار الشاحنات، وفى حال الإبلاغ عن وجود حالة مرضية عند أحد السائقين يتم تسهيل تحريك سيارة الإسعاف وتنسيق نقل الحالة لأقرب مستشفى، لافتا إلى أن السائقين يتحركون بحرية لشراء مستلزامتهم الشحصية، من الأطعمة والشراب وجميع احتياجاتهم من أقرب مواقع البيع.
• كمال: لا أضمن تفريغ حمولتى.. والمساعدات قد تفسد بسبب فترات الانتظار ودرجة الحرارة
• الهلال الأحمر المصرى يكشف عن عراقيل دخول المساعدات: الرفض يتم لأسباب غير واضحة وبدون معايير ثابتة
• زايد: المنع عشوائى ويمثل تعنتًا واضحًا لتجويع الشعب الفلسطينى
• رئيس مدينة رفح لـ«الشروق»: توفير سيارات إسعاف ونقطة طبية بالقرب من مواقع انتظار الشاحنات لخدمة السائق
فى مشهد مهيب يجسد حجم المعاناة، يرابط عدد من سائقى شاحنات المساعدات بالقرب من معبر رفح البرى بشمال سيناء، على بُعد 200 متر من بوابة الدخول الفرعية، فى انتظار إشارة المرور نحو معبر كرم أبو سالم. يحمل هؤلاء السائقون على عاتقهم الأمل فى إغاثة أشقائهم فى غزة، لكن التعنت الإسرائيلى يقف عائقًا أمامهم.
المساعدات التى يحملونها تأتى من جهات متعددة، مثل الهلال الأحمر المصرى، والتحالف الوطنى للعمل الأهلى التنموى، بالإضافة إلى مساعدات من بعض الدول العربية، ومنظمات الأمم المتحدة.
مع تفاقم الأزمة الإنسانية فى قطاع غزة، بات معبر رفح الشريان الوحيد لوصول المساعدات، وسط جهود مصرية مكثفة لتسهيل عبورها، ومع ذلك، تبقى الإجراءات الإسرائيلية هى العقبة الأكبر، فالمساعدات، بعد وصولها إلى معبر رفح، تخضع لإجراءات تفتيش إسرائيلية معقدة وغير منطقية أحيانًا.
«الشروق» التقت بعدد من هؤلاء السائقين للاستماع إلى قصصهم والتحديات التى يواجهونها من أجل توصيل شحناتهم إلى الفلسطينيين المجوعين فى القطاع.
رجب كمال، سائق من محافظة المنوفية، ينتظر دوره منذ 10 أيام، وقد بدا عليه الإرهاق الشديد، ويؤكد غضبه من تكرار رفض إدخال المساعدات من معبر كرم أبو سالم من قِبَل سلطات الاحتلال الإسرائيلى.
«لا أضمن تفريغ حمولتى»، يقول كمال: «أسمع من زملائى أن المساعدات ترفض فى أغلب الأحيان بدون سبب حقيقى». هذا الرفض يضطرهم للعودة والانتظار مجددا، وهو ما يؤكد فى نظره أن عرقلة دخول المساعدات ليست سوى إصرار من الجانب الإسرائيلى على تجويع الفلسطينيين.
ويضيف كمال: «المشكلة ليست فى قلة المساعدات، فالعريش مكتظة بالشاحنات، المشكلة فى من يمنعها من الدخول، عندما يرفضون تفريغ شاحنة، لا يخبروننا بالسبب، وتبقى المساعدات فى الشاحنة لعدة أيام، معرضة للشمس والحرارة، مما قد يفسدها تمامًا».
ويتابع كمال: «عندما وصلنا العريش، كنا نعتقد أننا سنفرغ حمولتنا فى غضون 48 ساعة على الأكثر لكن الواقع كان مختلفًا، فمشهد انتظار مئات الشاحنات بات أمرا اعتياديا. ويعتقد كمال أن هذه الكميات الهائلة من المساعدات، لو دخلت فعليا، لأنهت مأساة المجاعة فى غزة، مختتما حديثه قائلاً: «يبدو أن الجانب الإسرائيلى هو المسئول عن عدم دخول المساعدات، ويريدها أن تدخل بالقطارة».
يروى سائقون أنهم يضطرون للانتظار فى منطقة «الساحة الترابية» بالقرب من المعبر، والتى أصبحت بمثابة محطة انتظار مؤقتة لمئات الشاحنات، هذه الساحة، التى كانت مجرد مساحة ترابية، تحولت بفضل جهود الهلال الأحمر المصرى ومجلس مدينة رفح إلى مكان يوفر بعض الخدمات الأساسية للسائقين.
وتنتشر بين السائقين روايات عن شاحنات تحمل مواد غذائية وأدوية، تعود بعد أيام من الانتظار، بسبب رفضها من الجانب الإسرائيلى بدعوى «اشتباه أمنى». لكن هذه الأسباب غالبًا ما تكون غير معلنة بشكل واضح، أو تكون مجرد ذريعة لتعطيل دخول المساعدات. هذا التعطيل يؤدى إلى تلف المواد الغذائية القابلة للفساد، وانتهاء صلاحية الأدوية، مما يضاعف من معاناة سكان غزة، ويهدر جهودًا إنسانية كبيرة.
ويقول محمد الشاعر، سائق من محافظة الغربية، إنه ينتظر منذ أكثر من شهر، معربًا عن اشتياقه لأبنائه ومنزله. الشاعر، الذى يعمل فى هذا المجال منذ بداية حرب السابع من أكتوبر، أشار إلى أنه كان فى الأشهر الأولى يدخل مباشرة من معبر رفح، لكن الآن تغير الوضع وأصبحت الصعوبات كبيرة.
ويضيف الشاعر: «نريد أن نفرح أهلنا فى غزة، لكن إسرائيل تمنع الكثير من المساعدات، موضحا أن الساحات المخصصة لتفريغ المساعدات فى معبر كرم أبو سالم امتلأت بالفعل بالمساعدات القديمة التى لم تُسلَّم للفلسطينيين، ما يجعلها تفسد وتتلف بمرور الوقت.
«يمنعون التفريغ دون سبب واضح»، يضيف الشاعر، أحيانًا ننتظر عند معبر كرم أبو سالم ويخبروننا بأنه لا يوجد دخول.
ويلخص السائقون شعورهم بالفخر لمشاركتهم فى هذه المهمة الإنسانية، لكن فرحتهم لن تكتمل إلا بوقف الحرب فى غزة. كما يقول السائق محمد الشاعر: «فرحتنا مش هتكمل إلا بوقف الحرب... نحن فخورون بأننا نحمل المساعدات ولكن هذا واجبنا، أما وقف معاناة أهل غزة فهو أملنا وفرحتنا الكبرى».
ومن جانبه قال رئيس مجلس إدارة الهلال الأحمر المصرى بشمال سيناء، خالد زايد، أن رفض دخول المساعدات من الجانب الإسرائيلى يتم لأسباب غير واضحة وبدون معايير ثابتة، وهو أمر لاحظه جميع المسئولين المصريين والدوليين الذين زاروا المعبر.
ويستشهد زايد فى حديثه لـ«الشروق»، بحالات عودة شاحنات محملة بالمساعدات دون أن تتمكن من التفريغ فى كرم أبو سالم.
وأشار إلى أن المدير التنفيذى للهلال الأحمر المصرى، أمال إمام، كشفت أمام وسائل الإعلام الدولية عن المساعدات التى تُرفض، وغالبيتها مواد طبية مثل أسرّة المستشفيات والأدوية، مؤكدا أن المنع غير مبرر، وضرب مثالًا بشاحنة رُفض تفريغها فى يوم، ثم سُمِح لها بالتفريغ فى يوم آخر، مما يدل على أن المنع عشوائى ويمثل تعنتًا واضحًا لتجويع الشعب الفلسطينى.
وعن فترة الانتظار السائقين، قال زايد: «هنا فى الساحة الترابية سائقون ربما من أغلب المحافظات ويوجد مسجد ويتم إعداد الطعام والشراب لهم، بجانب توفير أماكن للراحة، ويستطيعون التواصل مع أسرهم بالتليفون للتخفيف طوال فترة غيابهم عنهم، إلا أن معاناة الانتظار تنتهى بالتمكن من تفريغ المساعدات ليعاود السائقون نفس الدورة بشحنة جديدة».
من جانبه، قال رئيس مجلس مركز ومدينة رفح، صالح أبو هولى، إن المجلس يقوم بتخصيص سيارات صهاريج مياه لخدمة شاحنات المساعدات قرب معبر رفح البرى، كما يتم توفير عمال خدمات النظافة لرفع أى مخالفات نتيجة انتظار الشاحنات.
وأشار أبو هولى فى تصريحات لـ«الشروق»، إلى وجود سيارات إسعاف فى رفح الجديدة ونقطة طيبة تضم جميع الخدمات ليست بعيدة عن مواقع انتظار الشاحنات، وفى حال الإبلاغ عن وجود حالة مرضية عند أحد السائقين يتم تسهيل تحريك سيارة الإسعاف وتنسيق نقل الحالة لأقرب مستشفى، لافتا إلى أن السائقين يتحركون بحرية لشراء مستلزامتهم الشحصية، من الأطعمة والشراب وجميع احتياجاتهم من أقرب مواقع البيع.