وافتتح ريال مدريد مشواره في المسابقة القارية، بفوزه 2 - 1 على مارسيليا، إذ قلب تأخره بهدف حمل توقيع الأميركي تيموثي وياه في الدقيقة 22، إلى انتصار بفضل هدفين من نجمه الفرنسي كيليان مبابي في الدقيقتين 28 و81 من ركلتي جزاء.
وشارك فينيسيوس خلال آخر نصف ساعة من المباراة بعدما حل بديلا لمواطنه رودريغو، وتعد هذه هي المرة الثانية التي يضع فيها المدرب الإسباني تشابي ألونسو النجم البرازيلي على دكة البدلاء في الموسم الحالي، بعدما شارك كلاعب بديل في الجولة الثانية من الدوري الإسباني أمام ريال أوفييدو.
كان الجناح البالغ من العمر 25 عاما لاعبا لا يمس بالنسبة للمدرب السابق كارلو أنشيلوتي، حتى بعد انضمام المهاجم الفرنسي كيليان مبابي، إلا أنه بعد قدوم ألونسو بات يفقد الامتيازات التي كان يتمتع بها سابقا مثل تسديد ركلات الجزاء.
وتعد هذه المرة الأولى التي يبدأ فيها فينيسيوس مباراة لريال مدريد بدوري أبطال أوروبا منذ عام 2022 ضد شاختار دونيتسك، علما بأنه تم استبداله في المباريات الثلاث الأخرى التي بدأها كلاعب أساسي، ولم يكمل حتى الآن 90 دقيقة مع الفريق الأبيض.
ويأتي التحول المريب للجناح البرازيلي بعدما كان الركيزة الهامة للنادي الإسباني والذي قاطع بسببه حفل جائزة الكرة الذهبية بعدما كان فينيسيوس المرشح الأبرز للفوز بها في الموسم الماضي قبل أن يخطفها رودري، لاعب وسط مانشستر سيتي، إلا أن اللاعب الذي انضم إلى ريال مدريد في 2018 قادما من فلامنغو توج لاحقا بجائزة أفضل لاعب في العالم "ذا بيست" المقدمة من الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا".
الشرطة تتدخل في كرة القدم الإسبانية
والسبب.. فينيسيوس جونيور ومبابي وريال مدريد! #العربية_رياضة pic.twitter.com/Ctw1I2vcAd— العربية رياضة (@AlArabiyaSports) August 30, 2025
لكن انقلبت الأوضاع رأسا على عقب بالنسبة للفائز على دوري أبطال أوروبا مرتين مع ريال مدريد، وذلك بعدما أوقف مفاوضات تمديد عقده الذي ينتهي في صيف 2027 وطالب بالحصول على ذات الامتيازات الممنوحة إلى زميله مبابي، النجم الأول للفريق.
تعتقد إذاعة "راك 1" الكاتالونية أن ريال مدريد برئاسة فلورنتينو بيريز بدأ حملة شرسة ضد فينيسيوس، وتم وصف تراجع أدواره بـ "يتم الآن تنفيذ عملية إعدام فينيسيوس بشكل مباشر وبطريقة صامتة، هذه أوامر صادرة من الأعلى".
وتطرقت إذاعة "كادينا سير" إلى الأسباب الثلاثة التي جعلت فينيسيوس يفقد بريقه في الفريق على حساب لاعبين آخرين مثل رودريغو وفرانكو ماستانتونو أو أردا غولر، إذ ذكر التقرير أن البرازيلي فقد وزنه في غرفة الملابس لأنه لم يعد النجم المميز الذي كان عليه خلال المواسم الماضي، لاسيما بعد الموسم السيء الذي قدمه.
ثانيا، لم يكن وصول تشابي ألونسو جيدا بالنسبة إلى البرازيلي، كون المدرب الإسباني يفضل نوعية اللاعبين الذين يلعبون في الداخل أكثر من المتواجدين في الجناح، لهذا السبب مقتنع بلاعبين مثل غولر وماستانتونو.
وأخيرا، الخلافات بين النادي واللاعب فيما يتعلق بتجديد عقده، خاصة بعدما رفض فينيسيوس التوقيع على العقد الجديد المتفق عليه قبل كأس العالم للأندية وطالب لاحقا بالحصول على راتب مبابي.
بدوره، حذر بيديا مياتوفيتش، لاعب ريال مدريد السابق، النجم فينيسيوس من المدرب تشابي ألونسو، وقال في تصريحات إعلامية بعد الفوز على مارسيليا: أعرف الفلسفة التي يعتمد عليها ألونسو ولست متفاجئا، تشابي يريد أن يكون جميع لاعبي الفريق في أتم الجاهزية.
وأضاف اللاعب السابق البالغ من العمر 56 عاما في شرحه لوضع فينيسيوس: إذا كنت تتدرب بشكل سيء، دون رغبة، فمن الواضح أنك لن تلعب، الأمر متروك له، إذا ضغط أكثر فسوف يلعب، وإذا لم يفعل ذلك، فسيقوم شخص آخر باللعب، لأن ألونسو ليست لديه مشكلة في وضع أي لاعب على دكة البدلاء.
وسئل مدرب ريال مدريد عن وضع لاعبه البرازيلي بعد الفوز على مارسيليا، وقال في تصريحات نقلها الموقع الرسمي للنادي الملكي: نحن في مرحلة صعبة من الموسم، ونحتاج للجميع. سيكون هناك وقت لكل اللاعبين، والأهم هو أن يشعروا بالاستعداد والأهمية، لأنهم كانوا وسيظلون مهمين طوال الموسم.
ويأتي تراجع أدوار فينيسيوس وسط قضايا العنصرية ومع بروز كيليان مبابي الذي خطف الأضواء من زميله، وتحول إلى النجم الأول في ريال مدريد حتى أنه بات المسدد الأول لركلات الجزاء بعدما كان يتقاسمها مع فينيسيوس الموسم الماضي.
ووصل مبابي، يوم الثلاثاء، إلى هدفه رقم 50 بقميص ريال مدريد، واحتاج فقط إلى 64 مباراة، ويعد ثاني أسرع لاعب في تاريخ النادي يحقق ذلك بعد الأسطورة كريستيانو رونالدو.
وعلقت وسائل الإعلام الإسبانية على مبابي الذي سحب البساط من فينيسيوس بأن الفرنسي هو "زعيم" ريال مدريد، ففي موسمه الثاني يعتلي صدارة ترتيب الدوري الإسباني بأربعة أهداف، وافتتح مشواره في دوري أبطال أوروبا بثنائية، وتمكن من التكيف مع طريقة لعب تشابي ألونسو على عكس فينيسيوس.
ويبدو أن رحيل فينيسيوس، الذي سجل هدفين وساهم بتمريرة حاسمة الموسم الحالي، من ضمن الخيارات المتوقعة في نهاية الموسم، كون فلورنتينو بيريز، رئيس ريال مدريد، يُعرف بأنه يفتح أبواب الرحيل أمام من يمارس الضغط عليه، مثلما حدث مع كريستيانو رونالدو وسيرجيو راموس.