وكتب المؤرخ الإسرائيلي أوري بار يوسف في كتابه "المراقب الذي غلبه النعاس": كان لعدم اندلاع الحرب في مايو 1973 تأثيرٌ كارثي على تقييم الاستخبارات الإسرائيلية في نهاية الصيف، مضيفا: حرص أشرف مروان أيضًا على طمأنة الرأي العام. ففي إحدى المرات قال: لا ينبغي أخذ حديث السادات عن الحرب على محمل الجد لأنه "رجل ضعيف"، وفي مرة أخرى وصف السادات بأنه "رجل يغير رأيه باستمرار" وقوات الجيش المصري لا تصدقه.
بحسب الصحيفة الإسرائيلية، حرص أشرف مروان على نقل صورة مغايرة للواقع في مصر إلى جهاز الموساد حيث تطرق إلى مشكلات خطيرة يعاني منها الرئيس السادات تتعلق بالوضع الاقتصادي في مصر، وعدم جدية السادات وصعوبة استمراره في الحكم لفترة طويلة، مؤكدة تضليل أشرف مروان لرئيس الموساد بمعلومتين مطمئنتين نقلهما في سبتمبر 1973 بعدم إمكانية اندلاع حرب وهو الخداع الذي تعرض له رئيس الموساد برفع تقرير إلى هيئة الأركان العامة في 24 من الشهر بأن الحرب غير متوقعة.
وأوضحت الصحيفة أن أحد أسباب إصدار أشرف مروان تحذيرًا متأخرًا وغامضًا إلى إسرائيل باندلاع الحرب هو الحفاظ على مصداقيته كعميل، وبالأخص من أجل هدف الرئيس السادات بإنهاء الحرب بأسرع وقت ممكن وبشروط جيدة لمصر، مؤكدة أنه بعد حوالي أسبوعين من اندلاع الحرب وتحديدا في 19 أكتوبر 1973، استدعى أشرف مروان رئيس الموساد مرة أخرى لكن هذه المرة إلى باريس، وذلك للتأثير على شروط وقف إطلاق النار الوشيك، مضيفة: قدّم العميل الأفضل معلومات درامية لكنها كاذبة عن قوة مصر ولإخافة رئيس الموساد، ادعى أن مصر لديها 400 صاروخ سكود موجهة إلى تل أبيب، وأن السادات يخطط لـ"حرب طويلة الأمد" مع جنود مختبئين "خلف كل شجرة" في دلتا النيل.
ولفتت الصحيفة إلى أن هذه معلومات التي قدمها أشرف مروان لا أساس لها من الصحة على الإطلاق، موضحة أن "الملاك" في اجتماع سابق قبل ذلك بوقت قصير، أبلغ مشغليه في الموساد أن مصر لديها عدد قليل من الصواريخ، مضيفة: لكن تحت تأثير صدمة الحرب القاسية، نجح في تحقيق هدف السادات بتأجيل التحرك العسكري، الذي قرر ديان في النهاية إلغاؤه، ودفع القيادة السياسية الإسرائيلية إلى الموافقة خلال أيام قليلة على وقف إطلاق نار سريع، بشروط مواتية قدر الإمكان للقاهرة.