هل تجوز المصافحة وقول كلمة "حرمًا" بعد الصلاة؟ .. الإفتاء تجيب

هل تجوز المصافحة وقول كلمة "حرمًا" بعد الصلاة؟ .. الإفتاء تجيب
الصلاة هي صلة العبد بربه، وميدان تتنزل فيه الرحمات والبركات، وبعد أن يفرغ المسلمون من أدائها، تظل قلوبهم عامرة بالمودة والإخاء، ومن صور ذلك ما جرى عليه العُرف من مصافحة بعضهم بعضًا بعد الصلاة وتبادل عبارات الدعاء مثل كلمة "حرمًا"، فهل لهذا الفعل أصل في الشرع الشريف؟
أكدت دار الإفتاء المصرية أن المصافحة بين المصلين عقب الصلاة جائزة شرعًا ومستحبة، إذ تعزز روابط الأخوة وتنشر المودة بين المسلمين، مستشهدة بما ورد عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم في فضل المصافحة، حيث قال: «ما من مسلمين يلتقيان فيتصافحان إلا غُفر لهما قبل أن يتفرقا» (رواه أبو داود والترمذي).
وأوضحت الإفتاء أن المصافحة مطلوبة عند كل لقاء، سواء بعد الصلاة أو في أي موضع آخر، فهي سبب لمغفرة الذنوب وإشاعة الألفة بين الناس، وقد ذهب عدد من كبار العلماء كالإمام النووى والطحطاوي والشرنبلالي إلى استحباب المصافحة عقب الصلوات، معتبرين أن الصلاة تعدّ غيبة حكمية، والمصافحة بعدها تجديد للصلة والمودة.
أما عن قول كلمة "حرمًا" بعد الصلاة، فأكدت الإفتاء أنها جائزة أيضًا، لما تحمله من معنى دعاء المسلم لأخيه بأن يجمعهما الله في الحرم الشريف، وهو من الدعاء المندوب والمحبب. ويردّ المصافح الآخر بقول "جمعًا"، أي دعاء بالاجتماع في الطاعات والمشاعر المقدسة، وهو ما يدخل في باب تبادل الدعاء بالخير، امتثالًا لقول النبي ﷺ: «لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه» (متفق عليه).
وأضافت أن الدعاء عقب الصلوات المكتوبات من الأوقات الفاضلة التي يُستجاب فيها الدعاء، مما يجعل تبادل هذه الكلمات الطيبة بعد الصلاة من الأعمال المشروعة والمحببة شرعًا.
واختتمت دار الإفتاء بأن المصافحة بعد الصلاة وقول كلمة "حرمًا" من العادات الحسنة الجائزة شرعًا، إذ تجمع بين مشروعية المصافحة وسنة الدعاء، وتبقى في إطار المستحب الذي يعزز روح الأخوة بين المسلمين.
إقرأ الخبر الكامل من المصدر