وشهدت قرية دلهمو بمحافظة المنوفية، صباح اليوم ارتفاع منسوب مياه نهر النيل بشكل غير مسبوق، ما أدى إلى غمر مساحات واسعة من أراضي طرح النهر والأراضي الزراعية وعدد من المنازل، كما تسبب في خسائر فادحة قدرت مبدئيا بـ 900 فدان من الأراضي المزروعة.
وفي جولة داخل القرية المتضررة، رصدت "العربية.نت" و"الحدث.نت" مشاهد لمياه النيل وهي تغمر البيوت والأراضي الزراعية، فيما اضطر الأهالي إلى استخدام المراكب الصغيرة كوسيلة وحيدة للتحرك داخل القرية.
وقال المواطن حازم أنور، وهو يقف أمام منزله الغارق إن منازلهم غرقت وكذلك منقولاتهم، موضحا أنه لجأ لاستخدام مواتير لشفط المياه من المنازل، لكن دون جدوى فضلا عن استخدامه المراكب كوسيلة للتنقل.
أما المزارع السيد خالد، فقد عبر عن غضبه قائلا إن أراضيهم غرقت بالكامل وكذلك زراعاتهم، موضحا أن الخسائر لا تقتصر على المحاصيل فقط، بل امتدت إلى فقدان مصدر دخل ورزق مئات الأسر، مما يهددهم بأزمة معيشية قاسية في الأيام المقبلة.
من جانبها، تحدثت السيدة مديحة محمد، وهي صاحبة مشروع منزلي صغير، قائلة إن مشروعها ابتلعته المياه وفقدت مصدر رزقها الأساسي الذي كانت تعيل به أسرتها، مطالبة بسرعة تدخل الجهات المختصة لتعويض المتضررين وإنقاذ ما تبقى من ممتلكاتهم.
وأتى ذلك بعد ساعت قليلة من تحذيرات وجهتها رئاسة مركز ومدينة أشمون التابعة لمحافظة المنوفية جميع المواطنين والمزارعين المقيمين في أراضي طرح النهر بضرورة إخلاء تلك الأراضي، وإخلاء المنازل، نظراً لارتفاع منسوب المياه بفرع نهر النيل بالمدينة.
وأوضحت أن التدفق الكبير للمياه قد يؤدي إلى حدوث غمر لمعظم أراضي طرح النهر وكذلك للمباني المقامة على جوانب المجرى، مطالبة كافة المواطنين بقرى المدينة والمقيمين على أراضي طرح النهر توخي الحذر وتجنب زراعة أي زراعات حاليا، وسرعة إخلاء منازلهم، حرصاً على سلامتهم.
ومساء أمس، أعلن الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس الوزراء، أن الحكومة استعدت منذ فترة طويلة لمواجهة تداعيات فيضان النيل، مشيرا إلى أن شهر أكتوبر يشهد عادة معدلات تصريف مرتفعة قد تتجاوز المتوسط، ما قد يتسبب في غمر بعض أراضي طرح النهر والعشش خاصة بمحافظتي المنوفية والبحيرة.
وحذر رئيس الوزراء جميع المتعدين على أراضي طرح النهر، مؤكدا أن جميع أراضي طرح النهر من الممكن غمرها بالمياه خلال الفترة الحالية في إطار إجراءات مواجهة الفيضان، حيث إن هذه الأراضي جزء لا يتجزأ من القطاع المائي لنهر النيل.
وجدد مدبولي التأكيد على أن التصرفات الأثيوبية وراء فيضانات السودان خاصة بعد تصريف المياه بأسلوب أحادي، مطالبا بضرورة إلزام أديس أبابا بأن يكون هناك اتفاقية ملزمة لتشغيل السد الأثيوبي.
يشار إلى أن السودان تعرض لموجة من الفيضانات هددت السكان والمزراعين فيما حذرت وزارة الري والموارد المائية السودانية المواطنين الذين يقطنون على ضفاف النيل باتخاذ الإجراءات اللازمة لحماية ممتلكاتهم وأرواحهم، وذلك بعد بلوغ عدد من المحطات والولايات والأنهار مستوى الفيضان.